أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حملة "لهون وبس" لسانُ حالِ السوريين ... باسل عبد الكريم

ظاهرةٌ لافتةٌ للانتباه بدأت تشيع في شوارع "حلب" ولافتاتها وجدرانها؛ إشارةٌ ثوريةٌ تتوسطها كفٌّ سوداء أسوةً بإشارات السير أنْ توقّفوا "لهون وبس".
يبدو أن صرخاتِ الثورة الأولى عادت بالروح السّلميّة نفسها في حناجر هؤلاء الناشطين الذين تراهم يعتصمون أمام "مجلس محافظة حلب الحرّة" وجهاتها الشرعية والأمنية والقضائية الحرّة، لتنبيههم إلى مواطن الفوضى والخطأ في المدينة، طالبين الأخذ بيدهم إلى الحدّ من مظاهر بدأت تتسلق جسد الثورة مشيعةً فيه زلاتٍ وصلت إلى موت المدنيين أحيانًا.
التقينا بعض الناشطين الذين أسسوا حملة "لهون وبس" مجموعةٌ من الشباب المتحمّس، دار الحوار حول نشأة الفكرة الأولى للحملة؛ حيث بدأت ردًّا على محاولات بعضهم إهانة علم الثورة فما كان منهم إلا أن اجتمعوا صارخين بوجه كلّ من يحاول المساس بنقاء هذه الثورة وقدسية علمها: "قفوا لهون وبس".
هنا تم تنظيم حملة باسم "علمنا" في شوارع "حلب" لإيقاد حسّ الانتماء عند السوريين لعلمٍ رُفع على أكتاف الثوار والناشطين ودُثّر به الشهداء.
لم يتوقف شباب صرخة "لهون وبس" عند هذا الحدّ، إذ اجتهدوا في متابعة أخطاء كثيرة في المدينة بهدف بناء أساسٍ متينٍ لمؤسسات الثورة تحمي فيه الحقوق وترعى الواجبات، تأخذ بيد المحسِن وتضربُ على يد المسيء.
ولعلّ قصّة الفتى "محمد قطاع" وما اكتنفته من غموضٍ دفعهم إلى التساؤل عن أولئك المجهولين وعن ضرورة تدخّل الهيئات الثورية الشرعية والقضائية لوضع حدٍّ لهذه الفوضى، فاعتصموا مرةً أخرى في شوارع "حلب" ليصرخوا مرةً أخرى قوةً أكبر في وجه من يحاول اغتيال نقاء الثورة وأخلاقياتها.
وتسألُ ناشطي حملة "لهون وبس"، هل كان لصرختكم أثرٌ ملموسٌ بيّن، أم إن الصرخة ضاعت في الهواء؟
يردّ أحد الشباب قائلًا: "إن لم نُشر إلى مواطن الخطأ فمن سيعلم بها؟ ومن لهذه الثورة إلا شبابها يأخذون بيدها شيئًا فشيئًا حتى تنمو وتثمر أينع الثمار"، ويعقّب آخر: "عندما صرخنا في وجه الخطأ أردنا هزّ الضمير عند أصحابه، وأردنا أن نقول لإخوتنا من المظلومين المضطهدين جرّاء بعض الفوضى نحن معكم ونحن إلى جانبكم، سنحمل قضاياكم وندافع عنها حتى لا تتكرّر مرّة أخرى في سوريا الحرية مستقبلًا"، ويُضيف آخر: "يكفينا أن نذكّر.. علّ صرختنا تُسهم مع مثيلاتها في رُقيّ ثورتنا ومجتمعنا".
صحيح أن صرخةَ "لهون وبس" ناطقةٌ من "حلب" الآن، لكنّ شبابها يحلمُ بوصول هذه الصرخة إلى كلّ شبرٍ في سوريا لتعرية الخطأ والوصول إلى مؤسسات ثورية مُثلى، ولعلّ آخر حملة تنظّمها "لهون وبس" بعنوان: "لا تكن شريكًا بالفوضى" وهو موضوعٌ ملحّ جدًا في المحافظات السورية كافة؛ إذن يهدف إلى الحدّ من ظاهرة السيارات غير المنمّرة التي كانت ومازالت وراء عمليات خطفٍ تكرّرت في أماكن شتى من سوريا نجمَ عنها تخريبٌ وسرقاتٌ وقتلٌ وفوضى لا تليقُ بثورتنا وقيمها وأخلاقياتها.
هلمّوا لنضمَ صوتنا إلى صوت هؤلاء الشباب لنصرخَ في وجه الفوضى "لهون وبس".

(107)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي