سجّل إعلام النظام السوري براءات اختراع يصعب حصرها بعدد أو رقم على مدى نحو 900 يوم منذ بدء "المؤامرة الكونية".
وكان بعض تلك الاختراعات بمثابة فتوحات في علم وعالم الإعلام، فمن يستطيع نسيان مراسلة "الدنيا" وهي تجري لقاء حياً ومباشراً مع امرأة على حافة الآخرة محاطة بالأموات، لكي تشهد لها على إجرام "العصابات الإرهابية" في داريا؟!
وهو نفس السيناريو المكرر عقب كل عملية "تحرير وتطهير" أي بلدة من أهلها -قتلا أو تهجيرا، إذ لا مفر من استحضار الكومبارس ليمثل دور الأهالي الفرحين بدخول الجيش "الباسل" والتخلص من "الإرهابيين المدعومين من بندر وحمد وأردوغان"، والذين جاء معظمهم من ليبيا ومصر وتونس والشيشان وأفغانستان ودول الخليج، لأن السوريين، على مايبدو، مشغولون كلهم بالدفاع عن قاتلهم!
وكذلك الخبر العاجل الذي يزين الشاشة بالأحمر، والذي طالما أفاد بأن "قواتنا الباسلة" هاجمت تجمعاً يضم عشرين عنصراً من جبهة النصرة يتحلّقون حول أربع سيارات دفع رباعي، فقتلت ثلاثين وأسرت عشرة ولاذ الباقي بالفرار بعد تدمير سياراتهم الخمس ذات الدفع الخماسي المثبت عليها رشاشات، و"حلها إذا فيك تحلها!!".
ومن فتوحات إعلام النظام الهجوم على "داعمي الإرهابيين" في عقر دارهم على مبدأ "الهجوم خير وسيلة للدفاع"، فمظاهرات الدوحة المناوئة للأمير حمد على أشدها مع اعتماد "شاهد عيان" لنقل الأحداث، في وقت لم يسبق لقطر أن منعت أي إعلامي يرغب بممارسة دوره على أرضها.
ومع كل "مهنية" الإعلام الأسدي و"حياديته"، فقد فاته نقل أي ردة فعل من مؤيدي الحكم والحكومة في قطر.. كأن ينقلوا على الأقل من يصرخ: "حمد أو نحرق البلد"!
وعلى هذا المنوال من الفهم والحرفية، لا يستبعد أن يكون الأمير حمد قد تنازل عن الحكم تحت ضغط مظاهرات "الدنيا"، وهو الذي ترعى بلاده قناة مكنت حتى شبيحة النظام من الإساءة لقطر وحكامها، لـ"ينتفوا الذقن وهم جلوس في الحضن"، ولكم في "شحادة" و"أبو عبدالله" أسوة سيئة.
لكن "أقرف" ما تفتقت عنه ذهنية جهابذة الإعلام اللاسوري اختراع المجسمات التي صنعتها قطر للمدن السورية، ووضعتها على أراضيها ليتظاهر الناس حولها وأمامها، تمويها على المساكين من المشاهدين، كي تذهب بهم الظنون إلى أنها مظاهرات في المدن السورية، التي لم يتبقَّ من معظمها ما يستحق حتى أن "يجسم"، بعد أن تحولت إلى أطلال على يد "أوركسترا الأسد العسكرية"، التي تعزف صباح مساء لحني القتل والتدمير، فيرقص لها العالم طربا...!!
عاصي بن الميماس
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية