أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ضحيتها 8 شهداء من عائلة واحدة.. "أم الريش" الحمصية قصة مجزرة منسية في قرية محاصرة بالموالين

عدد من الشهداء

في مطلع نيسان الماضي ارتكبت قوات النظام السوري مجزرة بشعة في قرية "أم الريش" التي تقع في الريف الشرقي من مدينة حمص، وذهب ضحية هذه المجزرة التي نفذتها قوات النظام بصواريخ فراغية أُطلقت من طائرة ميغ عائلة كاملة تتألف من الأب والأم وخمسة أطفال لم تتجاوز أعمارهم الثماني سنوات وأصغرهم لم يتجاوز عمره الشهرين وهم"محمد أحمد العوض –الأب" و"إلهام العوض -الأم"وأطفالها الخمسة "منال محمد العوض- منار محمد العوض- خديجة محمد العوض- أحمد محمد العوض- مصطفى محمد العوض"، إلى جانب قريبهم "محمد علي الدوخي" الذي خرج ليستطلع ما جرى فاستُشهد بصاروخ آخر سقط بعد ثوانٍ من سقوط الصاروخ الأول. 

"محمود النفرة" قريب الشهداء الثمانية تحدث لـ "زمان الوصل" عن تفاصيل هذه المجزرة المروّعة التي كان شاهد عيان عليها وساهم بانتشال جثث ضحاياها من تحت الأنقاض قائلاً: 

كان قريبي "محمد أحمد العوض" الملقب بـ "المحافظ" يعمل في مهنة نجارة الباطون في لبنان وحينما وقعت المجزرة كان الشهيد في زيارة لعائلته في قرية "أم الريش" وبتاريخ 1/ 4/ 2013 ألقت طائرة ميغ تابعة لقوات النظام السوري ثلاثة صواريخ فراغية على منزل قريبي، كنت أقف أمام بقالية قريبة من منزلي لشراء بعض الحاجيات عندما رأيت الطائرة وهي تقترب بجسمها من الأرض ورمت الصورايخ التي اهتزت لصوتها المنطقة بأكملها، أحد هذه الصواريخ اقتلع منزل قريبي محمد العوض من جذوره، في هذه الأثناء كان أفراد هذه العائلة يجلسون لتناول طعام الغداء حوالي الساعة الثالثة عصراً فتحولت أجسادهم إلى أشلاء صغيرة تطايرت خارج المنزل الذي تحول بدوره إلى ركام، وسقط السقف على الأرض، واضطررنا أن نسحبه بواسطة سيارة رمل لأحد الجيران كي نتمكن من انتشال بقايا الجثث من تحته. وبعد أن تم جمع أشلاء الضحايا لدفنها في مقبرة القرية وبدأنا الصلاة عليهم عادت الطائرة لترمي صواريخ جديدة فهربنا كلٌ في اتجاه ثم عدنا بعدها لندفن جثث الضحايا. 

صاروخ في حظيرة أغنام !
ويضيف النفرة: أطلقت "الميغ الغادرة" ثلاثة صواريخ انفجر الأول منها بعيداً عن القرية بحدود 25 م في حظيرة أغنام، والصاروخ الثاني الذي ذهبت ضحيته عائلة قريبي بأكملها، ولحظة سقوط هذا الصاروخ خرج قريبي "محمد علي الدوخي" من منزله ليعرف ما حصل فسقط صاروخ ثالث بقربه فتوفي على الفور بعد أن بُترت يده اليمنى وانطبق صدره من أثر الانفجار. 

و يروي النفرة حوادث مرت بها قرية "أم الريش" وكانت السبب في انتقام النظام منها كما يقول: 
اعتقلت قوات النظام "علي الفياض" وهو أحد أبناء عشيرة "العمور"، فقامت مجموعة من ثوار العشيرة باختطاف نائبين من مجلس الشعب أحدهما من مدينة تدمر والآخر من قرية المسعودية التي تنحدر منها مستشارة بشار الأسد بثينة شعبان للمساومة عليهما، وطلب الثوار من النائبين التحدث إلى أهاليهم وبيان وضعهم وأنهم سيُقتلون إذا لم يتم إطلاق "علي الفياض" وهنا أنذرت قوات النظام أهالي المنطقة بإطلاق سراح النائبين خلال 15 يوماً، وإلا ستقوم بتدمير المنطقة وإبادة أهلها، وهذا ما حصل فعلاً، إذ بعد أن انتهت المهلة المحددة تم قصف القرية بثلاثة صواريخ فراغية نهاراً وتم قصفها ليلاً بقذائف المدفعية من بلدة "بري" الموالية للنظام -شرقي سلمية- علماً أن قرية "أم الريش" كانت تتعرض باستمرار للقصف بالمدفعية من القرى المجاورة لها وهي قرى موالية للنظام كـ "رسم الأرنب" و "رسم الدك" و"الغزيلة" و"الشيحة" و"الربيعة" و"براق النشمة".

واتصل مختارا قريتي "بري" و"المسعودية" بمختار"أم الريش" سليم الصوان، طالبين منه السعي لدى الخاطفين لإطلاق سراح النائبين وتجنيب القرية القصف، ولكن الثوار عندما سمعوا بهذا الخبر قاموا بتسليم النائبين إلى جبهة النصرة التي قامت بتصفيتهما على الفور مما جعل قرية أم الريش هدفاً للنظام منذ ذلك الحين.

شبيحة في سيارات إسعاف !
وثمة حادثة أخرى تبين أسباب حقد النظام وشبيحة القرى المجاورة الموالية للنظام على قرية "أم الريش"– كما يؤكد النفرة- فمنذ عام تقريباً جاء عناصر من الشبيحة إلى القرية وهم يركبون سيارات إسعاف تابعة لمركز صحي في بلدة المخرم الفوقاني العلوية، وكانوا في طريقهم إلى قرية "براق النشمي" ولكنهم قاموا بإطلاق النار على سيارة عابرة في القرية، وهنا قام عدد من الثوار الذين كانوا يجلسون في مدرسة "أم الريش" بالتصدي لهؤلاء الشبيحة وتصفية 16 عنصراً منهم وبقي أحدهم على قيد الحياة ولكنه تظاهر بالموت، وعندما اجتمع أهل القرية فوق الجثث وتباحثوا فيما يجب فعله وذُكرت أسماء بعض الثوار قام الشبيح الذي تظاهر بالموت بحفظ هذه الأسماء، وعندما تم رمي الجثث في سيارات لإرسالها إلى قرية"المخرم الفوقاني" التي ينتمي إليها الشبيحة القتلى، استفاق هذا الشبيح وروى لمفرزة المخابرات ما جرى معهم، وسرد أسماء كل الأشخاص الذين ذُكروا، وبعد ذلك بدأ شبيحة النظام من أهالي القرى الموالية يتعرضون لأهالي القرية حيث تم قتل العديد من أبنائها على الحواجز وبعضهم تم تكسير سياراتهم أو مصادرتها انتقاماً للشبيحة الذين قُتلوا في "أم الريش" وبعد هذه الحادثة لم يعد أحد من الشبيحة يجرؤ على دخول القرية وإنما كان يتم قصفها من بعيد ومن القرى الموالية تحديداً.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(135)    هل أعجبتك المقالة (149)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي