أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"حافظ الأسد" يقاتل قوات بشار في دير الزور

"حافظ الأسد هل تسمعني"... "نعم أسمعك"... قد تختلط عليك الأمور عند سماع هذه العبارة، فتظنّ أنّك أصبحت ضمن أحد قطاعات جيش النظام، ولكن المصادفة الأغرب أن تكون ضمن قطاع الجيش السوري الحر، وتحديدا في "حي الصناعة" بدير الزور، حيث يرسل النداء لـ"حافظ الأسد" الذي يلبيه.

والأغرب أن "حافظ الأسد" ليس الاسم الحركي لأحد المقاتلين، وليس كلمة سرّ بين مقاتلي الجيش السوري الحر من لواء الخضراء، بل هو الاسم الحقيقي لأحد عناصر اللواء الذي يقاتل في مدينة دير الزور شرق سوريا، حيث بات المقاتل الأشهر بين رفاقه بسبب اسمه الذي يسبق شهرته، بأنه من أشرس المقاتلين وأكثرهم اندفاعاً.

لقاؤنا الأول بـ"حافظ الأسد" لم يكن اعتيادياً، إذ كان على جهاز اللاسلكي ضمن فترة مناوبته داخل ما يدعى بمنطقة الاستعصاء بحي الصناعة، حيث يصعب الوصول للمنطقة إلا ليلاً، كون منطقة الاستعصاء منطقة تقع وسط مناطق النظام، ولا بد لمن يقتحمها ان يكون من أشجع المقاتلين.

رفض "حافظ الأسد" ذكر اسم عائلته، وهو يفخر بقتاله ضمن صفوف لواء الخضراء أو ما يعرف بـ"الطريق الأسرع إلى الجنّة"، حيث دفع هذا اللواء قرابة 50 خمسين مقاتلا من صفوه حتى الآن، ودفع أهل مدينة دير الزور إلى تسميته اللواء بهذا الاسم.

"حافظ" أيضا يلقب ينفس لقب الديكتاتور "حافظ الأسد" أي "أبو باسل"!، وهو من أوائل الشباب الذين انتفضوا داخل مدينة ديرالزور شرق البلاد.

حمل اسمه 28 على "كُره" لدرجة أنّه في بعض الأحيان يتشاجر مع أصدقائه بسبب مناداتهم له به.
يقول لـ "الحياة": هو اسمي ولكن في بعض الأحيان لا أستوعب فكرة أن أحمل اسم قاتل أخي، فأحد أخوة "حافظ الأسد" استشهد منذ بضعة أسابيع خلال قتاله هو الآخر ضدّ قوات بشار الأسد.

حبّ والدي لـ"حافظ الأسد" كان سبب اللعنة
والده هو من كان سبب معاناته، حسب ما يشرح "حافظ الأسد": كان والدي من المعجبين بالرئيس السابق حافظ الأسد، حيث كان يعتبره من الشخصيات القويّة والمؤثرة والتي قدّمت الكثير للبلاد، فقرّر أن يضع لعنة الاسم بي، حيث أعطاني اسماً مركباً، ومن يومها وأنا أعاني من حافظ الأسد ولعنته.

يخبرنا "حافظ" أنه وبمجرّد سقوط النظام فإن أول شيء سيقوم بفعله في اليوم التالي مباشرة هو تغيير الاسم، لينهي معاناة طويلة.. أما في حال استشهاده فيفضّل أن يكتب اسم محمد بدلاً من حافظ على قبره، ليكتسب بركة الاسم وخوفاً أن تلاحقه اللعنة حتى القبر، على حدّ قوله.

"حافظ الأسد" أدخلني السجن 6 أشهر!
مواقف كثيرة تلك التي مرّ بها "أبو باسل" بسبب اسمه، غير أنّ أقساها دخوله السجن لمدة 6 أشهر، حيث كان يركب دراجته النارية بسرعة كبيرة في أحد شوارع المدينة مع صديقه قبل الثورة بعامين فاستوقفتهم دورية للأمن طلبت منهما البطاقات الشخصية، وبمجرّد معرفتهم أنه يحمل اسم "حافظ الأسد" انهالوا عليه بالضرب والشتائم، وتركوا صديقه، أما هو فاعتقلوه لمدة ستة أشهر بتهمة تشويه سمعة الاسم، وبأنه لا يستحق أن يحمله!
"سأبقى أقاتل الأسد الابن حتى الرمق الأخير"، بهذه الكلمات اختتم "حافظ الأسد" حديثه.

أما صديقه فأفاد أن "حافظ الأسد يعد من أشجع المقاتلين وأكثرهم كرهاً لنظام الأسد، وهو كثيراً ما خاض عمليات كاد يفقد فيها حياته، منها على سبيل المثال عندما قام بضرب عربة مضادة للطيران برشاش كلاشنيكوف، وهو دوماً الأول على خطوط النار والمواجهة.

الحياة
(106)    هل أعجبتك المقالة (103)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي