رفعت يبيع قصرا باريسيا بـ 70 مليون يورو لملياردير روسي

قام رفعت الأسد ببيع قصر مترامي الأطراف يمتلكه في باريس مقابل 70 مليون يورو، في صفقة عاجلة وربما خاسرة، قياساً إلى سعر القصر المقدر بقرابة 100 مليون يورو، وهو ما يظهر خوف رفعت من أن يتم الاستيلاء عليه من قبل السلطات الفرنسية.
ونفلت صحيفة "ذي تلغراف" أن القصر مكون من 7 طوابق، ويقع في منطقة مرغوبة جداً تطل على قوس النصر، هي شارع "فوش"، الذي تسميه وسائل الإعلام الفرنسية بـ"جادة المكاسب غير المشروعة".
عم بشار، رفعت الأسد، الذي يلقب بـ"سفاح حماة" يمتلك سلسلة من العقارات في أمكنة متعددة من باريس وفي مدن أخرى بأوروبا، ومنها قصر بـ10 ملايين جنيه استرليني في لندن.
ويعد رفعت واحداً من أكثر أعضاء عائلة الأسد إجراماً وفساداً، حيث كان مسؤولاً عن مجزرة حماة التي أودت بحوالي 30 ألف شهيد وسطياً، فيما كلف قبوله بالمنفى إفراغ الخزينة السورية من الأموال، بل وتلقى ملايين الدولارات من معمر القذافي، ليقدمها "حافظ" إلى رفعت كرشوة حتى يرحل مختاراً، بعدما نشب صراع دموي بين الأخوين على السلطة، لاتزال كثير من تفصيلاته محاطة بالكتمان الشديد، ما جعل البعض يظن أنها مجرد توزيع أدوار بين مجرمين محترفين، تربيا معاً.
ومن البديهي أن رفعت حقق أرباحاً تقدر بعدة ملايين من الجنيهات الاسترلينية، من خلال بيع قصره في شارع فوش 38، وهو واحد من أغلى العقارات في العاصمة الفرنسية.
وهذا القصر يمتد على 12 ألف قدم مربع، ولها حوض سباحة خاصة، وقاعة للألعاب الرياضية، رغم أنه قبل ببيعها لقاء 70 مليون يورو عوضاً عن سعر 100 مليون يورو الذي كان معروضاً به قبل عام.
ويعتقد أن رفعت سبق له أن اشترى القصر بنصف قيمة المبيع، وهذا يعني أن حقق ربحاً يقدر بـ30 مليون يورو، كما يعتقد على الغالب أن المالك الجديد لقصر رفعت هو ملياردير روسي.
ويرتبط النظامان الروسي والسوري بحلف متين وبالغ التعقيد، تتداخل فيه المصالح الاقتصادية والصفقات السرية والتوجهات العقائدية بشكل كبير، وقد تكون صفقة تمليك قصر رفعت لملياردير روسي بأقل من ثمنه، واحدة من تلك الصفقات التي على نظام بشار إبرامها حتى يضمن استمرار دعم موسكو.
وتقول "ليبراسيون" الفرنسية إن رفعت الأسد لديه "ثروة تقدر بمليارات اليورو، ويعتقد أن رفعت ينوي أو باع بالفعل ما يملك في فرنسا، حيث لديه عقارات عدة، من بينها اسطبلات خيل وقصر باريسي آخر، وعشرات الشقق، وكل ذلك بسبب مخاوف من أن تقوم الحكومة الفرنسية بالاستيلاء عليها، كنوع من إجراء تجميلي لصورتها.
وفي العام الماضي، تم رفع مطالبات رسمية إلى الرئيس الفرنسي (حينها) نيكولا ساركوزي تدعوه إلى تجميد جميع أصول عائلة الأسد في فرنسا، ومما ورد في المطالبات: نحن لا نريد تحويل مناطقنا ملاذاً للطغاة.
ولطالما كان رفعت الأسد يعيش ضمن مملكة من التدابير المشددة، ومع اندلاع الثورة السورية، زادت إجراءات الحماية، حيث يتولى حراسته عشرات الحراس الشخصيين، ويتولى البعض تذوق طعامه خوفاً من التسمم.
ويعد رفعت نفسه الوريث الشرعي للحكم في سوريا، مدعياً أنه ليس له أي صلة بمذبحة حماة.
ريبال، ابن رفعت، المقيم في لندن ادعى مؤخراً أن والده بريء من مذبحة حماة، وأن رفعت جرى رميه بهذه التهمة بعد محاولة القيام بانقلاب ضد شقيقه حافظ.
وقال ريبال: عندما أرادوا إخراجه (رفعت) من سوريا قاموا بمؤامرة.. عندما غادر (سوريا) في عام 1984 بدأوا يتهمونه بالفساد، وبكل شيء، لأنهم أرادوا أن يحملوه وزر كل شيء.
وفي مقابلة مع "باري ماتش" في سبتمبر /أيلول نفى رفعت الأسد أن يكون شن هجوماً وحشياً ومدمراً على حماة، مكذباً عشرات التقارير المستقلة حول القضية.
وأضاف: لم يكن هناك قصف لحماة، لم يكن هناك تدمير.. فقط تم توسيع بعض الطرق.
زمان الوصل - صحف
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية