ضرورة التآلف مع ثورة طويلة الأمد

مع قرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الأخير بتسليح المعارضة دون اتخاذ إجراءات بالتدخل العسكري المباشر كفرض حظر جوي أو القيام بضربات جوية محددة على أهداف نظام الأسد، مما يعني عملياً إطالة زمن الصراع وليس حسمه في المدى القريب، وكل ما يتحدث به الغرب وبشكل صريح هو تغيير توازن القوى على الأرض من أجل الحل السياسي الذي يتوقعون أن مؤتمر جنيف ٢ سوف يكون إطاره الفعلي دون أن يكون لأي طرف تصور حقيقي حول التشكيلات السياسية التي يتكون منها هذا المؤتمر، وماذا تعني هذه العبارة الغامضة "المسؤولون الذين لم تتلوث أيديهم بالدماء" فإن كانوا كذلك فليسوا في موقع تأثير يستطيع أن يوقف هذه المذبحة اليومية التي تجري بحق الشعب السوري، ولذلك يبدو الأمر واضحاً أم الغرب قرر إطالة الصراع في سورية إلى أمد غير محدود، لأن تسليم السلاح سيرتهن بيد هذه الدول، ويعرفون أن تسليحاً مضاداً سيتم إلى النظام من قبل إيران وروسيا، وبالتالي سندخل في سباق تسلح غير محدود المدة يدفع ثمنه يومياً الشعب السوري، وعليه فيجب أن يوطن السوريون أنفسهم لثورة طويلة الأمد قد تمتد لسنوات مع كل تداعياتها الجانبية تضاعف عدد اللاجئين والنازحين، فقدان الشعور بالأمان بسبب القصف اليومي المدفعي والطيران والصواريخ البعيدة المدى، والأهم من كل ذلك شعور السوريين يوماً بعد يوم أن سورية بدأت تضيع من بين أيديهم بسبب جنون أحمق ورث السلطة من والده من طرف وبسبب السياسات الغربية التي لا تريد إنهاء للازمة وللمعاناة، وإنما تنظر إليها من عين مصالحها المتغيرة وتعتقد أنها ستستفيد أكثر وأكثر مع مرور الزمن من خلال تورط حزب الله الذي أصبح إنهاؤه مطلباً عربياً قبل أن يكون إسرائيلياً، وتورط إيران التي أدركت أنها ستخرج تماماً من حدود المحيط العربي سبب موقفها من نظام الأسد.
أما الشعب السوري فلا بواكي له، وكما كان يصرخ يومياً يا الله مالنا غيرك يا الله...
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية