أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل ورط بشار الاسد حزب الله في سوريا؟ .. مصطفى محمد الشقير

إن المتابع لأحداث الثورة السورية وتداعياتها المستمرة منذ ما يزيد عن السنتين يلاحظ وجود خط بياني متواصل تتسلسل أحداثه وفق سيناريوهات قد تكون معدة سلفا أو أنها وليدة للحظة تطبيقها.
لا يختلف اثنان ان انطلاقة الثورة السورية في درعا البلد كانت بطابع سلمي بحت حاول النظام قمعها بالقوة والرصاص الحي متذرعا بوجود مندسين يحملون اجندات خارجية، لم يتمكن النظام حينها من وقف الاحتجاجات بل على العكس تسبب سلوكه الارعن والاجرامي في تمددها الى مناطق ومدن أخرى ورفع سقف المطالب التي كانت تنادي بالاصلاح في البداية الى مطلب وحيد وهو اسقاط نظام الطاغية.
أكاد أجزم أن المؤامرة الكونية كما يحلو للنظام المجرم أن يسميها موجودة فعلا، ولكن بمشاركته هو، فعندما أدرك النظام أنه لن يكون بمقدوره قتل الثورة عمل على حرفها عن مسارها السلمي باقحام الجيش مفسحا المجال أمام الكثيرين من أبنائه للانشقاق والتمرد وبالتالي حمل السلاح الذي سيعطي النظام ذريعة وحجة من اجل الاستمرار في انتهاج حله العسكري مع محاولة تمرير محاولات اصلاحية مزيفة لكي يحرم الثوار من حاضنتهم الاجتماعية التي حمت ولا زالت تحمي ظهورهم.
تفاجأ النظام بأن قوة الثوار أخذت منحى تصاعديا وأن حركة الانشقاقات التي توهم أنها ستكون محدودة وتحت السيطرة باتت خطرا حقيقيا يهدد وجوده وتمكن الثوار من أن يطرقوا عليه باب قصره.
هنا أدرك النظام حتمية السقوط وبدأت ملامح المؤامرة الكونية تتكشف للعلن، يريد الغرب واسرائيل الاستفادة ما امكن من هذه الثورة لذلك نراهم يحجمون عن التدخل بقوة في الصراع على غير المتوقع، فهل هناك فرصة أفضل لاسرائيل لاسقاط الأسد وضرب محور (الممانعة) المزعوم من هذه الفرصة؟
لا زالت هناك حلقة مفقودة، التنظيمات الجهادية وحزب الله، فلا معنى من اسقاط الاسد ان لم يسقط هؤلاء معه، اذن فالحل يكمن في توريط هذه الجهات جميعا في الصراع السوري، ثم القضاء عليها مجتمعة، وبذلك يكون العدو قد اصاب كل عصافيره بحجر الأسد.
هي الصفقة الكبرى اذن، خروج آمن للأسد وحاشيته ولكن قبل هذا الخروج لا بد له من أن يكمل الحلقة الاخيرة من مؤامرته، فبعد أن استعدى عليه كل منتسب للاسلام بقتله للاطفال والنساء والشيوخ وبدء تقاطر الجهاديين (اعداء أمريكا) كان لا بد أيضا من توريط حزب الله في هذا المستنقع الكبير.
الآن بات اعداء امريكا واسرائيل جميعا في مرمى بندقية واحدة يتقاتلون فيما بينهم حتى اذا ما انهكوا تدخلت امريكا لتطلق عليهم جميعا رصاصة الرحمة.

(103)    هل أعجبتك المقالة (101)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي