مرحباً ياقابون...هذه تحية من أهل البلاد بعد أن وصلتهم شكواك وقصة طول رجمك، واستمعوا جيدا لقصة طفل فيك، ولذلك وجب أن نقول:
نحن من نحاصرُكَ يا قابون، هل ظننته غيرنا؟ نحن ولا أحد إلانا يحاصرُك يا قابون، ونحن من نقصفك ونقتلك وأنت يا مسكين تنادي وتؤمنُنا أن نتصل بأهلك؟ ونحن أهلك، من سوانا يا قابون أهلك؟ لا تتتصل بنا ياقابون، لا تعنينا دماؤك نحن مشغولون يا قابون، نعدك أن نبكي قليلاً، نحزن قليلاً... لا يكفي؟؟ حسناً سنشتم اردوغان قليلاً ثم تلهينا فتاة ما بصدرها وقد كشفته من حر الشمس لا من حر المدفع، أي مدفع...؟ أي مدفع يليق بنا يا قابون؟
أعلم يا قابون:
نحن شحاذون يا قابون، لا تطلب مدد، سنشحذ الليلة أيضاً الآمان من النظام، نعلم، نعلم! نحن لا نستحق الحياة، نخشى فقدناه لأننا لا نستحقها، نخشى على أشيائنا، كفَّ عن الاتصال يا قابون! إننا نمارس الجنس الآن، فنحن مرهقون ومتعبون ومتخمون بالأصوات، هل تدرك حجم الأصوات في أحيائنا؟ الصوت عال يا قابون، الراجمة في حينا يا جارنا!! ونحن كالنسائم، دعنا الآن يا قابون، سنتصل بك غداً لكن لا تغادر أبقى أو نم الآن، على أي رصيف نم، الصوت عال؟؟ نعلم إنه صوت التلفاز ستغني فرح الليلة، وأطفالك لا يعرفون فرحاً غير الفرح ببُعد القذيفة فيك يا قابون.
هل قتلوك حقاً؟ لا نصدق...!! قل كلاماً أخراً...!! حسناً سننسى الصبح أنك مت قتلاً، وفي المساء سنقول عنك أنتحر شنقاً، فنحن هكذا بلا دم، دمنا يغلي كي نشتري إمرأة جديدة يا قابون، هل تعرف نساء رخيصات؟؟ لا تجيب؟؟ صحيح أنت ميت..إذاً هل أنت نادم؟ لقد فجرّت يا قابون وأعلنت ثورة، جاهل أنت يا قابون، هل تعلن ثورة ونحن هنا مرهقون ومتعبون..لو أنك اجلتها دهراً لربما كنا رحلنا ...استعجلت يا قابون، كم استعجلت!!!
مآساتنا كبيرة يا قابون، لقد أُغلقوا السينما ونحن مشتاقون لفيلم كبير، والبحر هذا العام حلم، والكهرباء يا قابون تقطع في النهار فيقتلنا الحرّ، هل لديك أي جهاز مُهرب؟؟؟ من السوق التهريب فيك يا قابون؟؟ لا تجيب؟؟ ما بك تأنّ؟ أهو الصاروخ يا قابون..؟ شاهدناه شاهدناه وطنشناه يا قابون... وأغلقنا النافذة؟ وسمعنا عنك في الأخبار، لكننا قرأنا أدونيس وقال عنك أنك شبهُ مجرزة، أقنعنا ادونيس يا قابون، وأقنعنا كلُ العرب، هل علمت بالأبراج يا قابون؟؟ سيبنون برجاً فوق قبرك، سنسكنه ونزوج البنات والصبيان والخلان فيك، ونقتل الأحلام فيك، سننكر الشهداء فيك، سنعلن الأفراح فيك.
أنتَ؟ أنتَ مصيرك الجنّة يا قابون، فوحدهم من يذبحون هكذا يدخلون الجنّة، نحن؟ نحن لا، نحن سنموت من شدة إزدراء أنفسنا، من قرفنا من ذواتنا، من جبننا، من غلنا من ذنبنا من جهلنا، ستقتلنا نيران عميقة، نيرانك يا قابون، هي ذاتها من نشاهد دخانها ونلعن الصبر فيك، هي ذاتها تشتعل فيك فنحترق و نحن أحياء في العاصمة، نارٌ غريبة!!! هذه أول نار تتوهج في اليمين، وتقتل في اليسار، نار تقتل من يشاهدها لا من يصلى بها، أُنخبرك سراً يا قابون؟ نحن ننفخ عليها لتنفجر أكثر، سامحنا يا قابون...كلنا ننفخ عليها لعلها تأتينا بالمزيد من كل شيء، لعل موتك أنت يساعدنا، وعبثاً نحاول يا قابون ...
ربما نشارك يوما ما في الثورة يا قابون، لكننا سنشارك في الحفلة هذا أكيد، منذ الآن نختار ملابسنا وفساتيننا، سنرتدي ليلة نصرك أنت ما يظهر فوزنا نحن، سنسرق منك الفرح اللاحق للصبر والانتظار، وهل تشك؟ هذا طبعُنا يا قابون، ماذا نفعل الآن برأيك؟ إننا لمنتظرون. لا تستنصرنا ولا تستنجد بنا فإذهب أنت وبرزة وقاتلا إننا ها هنا قاعدون ومنبسطون ومنظرون عليك يا قابون.
سيدنا أنت يا قابون، نحن نعلم أن طفلاً واحداً فيك يساوي الآلاف منا، ونحن نُعرض في سوق النخاسة ولا مشترٍ لنا يا قابون، فهل تشترينا؟ أسأل الطفل هل يشترينا؟ نكون عبيداً لديه، سنمسح عنه التعب، ونطلب منه الغفران الذي لا نستحق، لكننا نعلم أنك تسامح، وذاك الطفل يسامح، وتلك المرأة تسامح، وذاك الشيخ يسامح، والله يسامح يا قابون، الله يسامح، ومولانا أنت يا قابون، لا تجلدنا من جديد فنحن هنا نجلد أرواحنا كي ننسى، لا لكي ننساك أنت يا قابون، من سينساك بعد الليلة؟ نحن ننسى أننا خذلناك وسنفعلها مجدداً كل ليلة.
يعيش القناص في رأسي ويأكله، من جبيني تضرب بندقية، وبين عينييَ نصب مدفع.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية