.العملة الوطنيه لأي بلد هي المقياس الحقيقي لصحة هذا البلد الأقتصاديه . هذا قانون اقتصادي يعرفه كل من له علاقة بعلم الأقتصاد . ففي السبيعينيات كان الدولار يساوي اربع ليرات سوريه . كانت تلك الفترة فترة ذهبيه لكل الناس . كان سلم الرواتب مابين المئتين ليرة الى الخمسمائة ليرة شهريا حسب مستوى الموظف ودرجته . ولكنه كان يصرف منها النصف فيكفيه كامل الشهر . من ذلك الوقت بدأ مسلسل الفساد والسرقة والنهب . وك...ل ذلك ينعكس على سعر الليرة السوريه مقابل العملات الأخرى . الى أن اصبح الأن سعر الدولار مائتين ليرة سوريه يعني ذلك أنه نقص خمسين مرة عما كان عليه في السبعينات . وبلغة أوضح يعني أنه سُرق اقتصاد سوريا كاملا خمسين مرة خلال ثلاثين سنه من حكم عصابة الأسد . ظهرت خلال هذه الفترة طبقة من اصحاب رؤوس الأموال لاعلاقة لها بأي فهم لأدارة هذه الأموال واستثمارها بمشاريع تنمويه تعود على الوطن والمواطن بأي فائدة . فمصدرهم الوحيد لتنمية هذه الثروة هي السرقة وشراء العقارات الثمينة داخل سوريا وخارجها . وأصبحت لهم صطوة على توجيه الأقتصاد والتجارة الداخليه والخارجيه لمصلحتهم الشخصيه . فمثلا سوق السيارات أغلقوه عشرات السنين فلم تدخل سيارة جديدة إلا لآعضاء مجلس الشعب وما يسمى ابناء الشهداء ( طبعا حسب تصنيفهم للشهداء ) وجلبوا للبلد أسوأ وأردأ انواع السيارات من ايران وروسيا وغيرها من البلدان المتخلفة وباعوها للناس بأغلى الأثمان . أي المواطن يدفع قيمة السيارة من هذه السيارات بقيمة أحسن سيارة مارسيدس أو تويوتا أو نيسان من السيارات المعروفة والجيدة . وطبعا فرق السعر يؤخذ من المواطن تحت أي تسميه ضريبة رفاهيه وضريبة مسجلة وضريبة مكيف وغيره . ومثلا آخر التجارة الخارجيه فلكل سلعة زعيمها ومافيتها للرز زعيم وللسكر زعيم وللأخشاب زعيم وللأسمنت زعيم وللحديد زعيم ولكل مادة أساسية من حاجات المواطن زعيم ويوجد بين هؤلاء الزعماء تنسيق على أعلى مستوى طبعا برعاية المسؤولين السياسيين مع حفظ حصصهم . هكذا تُدار الدولة اقتصاديا . ولا اهتمام بأي مشروع داخلي للدولة لذلك تراها جميعها خاسرة اقتصاديا . وأذكر لكم قصة حصلت معي شخصيا عندما صرحوا بأنهم سوف يعطون رخص صرافة فتقدمت بطلبي مستوفيا جميع الشروط ووعدت بالترخيص . وكانت المدد والمهل تعطى لي شهر بعد شهر ولم أفهم المقصود حتى قيل لي بالقلم العريض وبالفم الملأن أدفع مليونين ليرة سوريه لتحصل على الترخيص . فصرفت النظر عن الموضوووووووع . ولو سألت أي مواطن لوجدت عنده قصه من هذه القصص . فكيف لشعب أن يصبر على هذا البلاء لولا أنه شعب عظيم . لذلك يجب أن يعلم القاصي والداني أن الوضع الأن مهما كان صعبا من قتل وتشريد وتجويع أهون مما كنا عليه بل زد عليه الذل والأهانه . فالثورة ماضيه الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية