مرتزقة شيعة يرفضون القتال تحت أمرة شبيحة بشار ويشتبكون معهم!

بين الزوار الإيرانيين ومسؤولي الشركات الأجانب والسياح في قاعة انتظار المسافرين في مطار بغداد، جلس 12 شابا عراقيا في طريقهم إلى سوريا، للمشاركة في الحرب الطائفية التي يخوضها بشار الأسد ضد الشعب السوري.
هؤلاء الشبان الذين يرتدون الجينز وقصروا شعورهم هم عراقيون شيعة من بين مئات يتوجهون للمشاركة فيما يرون أنه نضال من أجل الدفاع عن الشيعة السوريين ومراقدهم المقدسة ضد الشعب السوري ذي الغالبية السنية.
ويثير تدفق مسلحين عراقيين عبر الحدود الشكوك في حقيقة الموقف المحايد الذي تتبناه الحكومة العراقية بقيادة الشيعي نوري المالكي.
كان علي (20 عاما) وهو أحد أفراد ميليشيا لواء أبو الفضل العباس في طريقه للحاق بوالده في سوريا من اجل ما قال إنه حماية مزار شيعي بالقرب من دمشق.
قال علي لـ"رويترز" قبل أن يغادر بغداد الأسبوع الماضي: "من واجبي الشرعي أن أذهب إلى هناك وأن أقاتل دفاعا عن مسجد السيدة زينب".
وأضاف: "كيف نقبل أن نرى زينب حفيدة الرسول محمد تسبى مرة أخرى"؟!
وبدأت الميليشيات الشيعية العراقية تعترف علنا في الأشهر القليلة الماضية بدورها في سوريا الذي كان سريا من قبل، الأمر الذي ساعد على مضاعفة أعداد المجندين طبقا لقادة الميليشيات.
ومع هذا فإن هذا كشف عن وجود انقسامات واقتتال على الزعامة بين المسلحين السوريين والعراقيين الذي يحاربون إلى جانب قوات بشار الأسد.
وكثير من المقاتلين الشيعة متطوعون شبان مثل "علي"، ولكن هناك آخرين من رجال الميليشيا الذين دربتهم إيران وشحذوا مهاراتهم أثناء القتال ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة واحتلت العراق حتى عام 2011 .
تجمع "علي" ومقاتلون آخرون من أنحاء شتى من العراق في بيت أبو زينب في بغداد حيث أمضوا ليالي قليلة قبل أن يسافروا إلى سوريا عن طريق مطار بغداد. وكان أبو زينب قائدا كبيرا في ميليشيا جيش المهدي.
وقال أبو زينب إن زعماء الميليشيات يهتمون بالتجنيد والتجهيز وحجز تذاكر الطائرة والنفقات وضمان الحصول على تصاريح من النظام السورية، ويقومون أحيانا بالتنسيق بين الجماعات الشيعية المختلفة.
وقال مقاتلون إن حوالي 50 شيعيا عراقيا يسافرون إلى دمشق أسبوعيا للقتال إلى جانب النظام.
وقال أبو زينب "طرأت زيادة كبيرة على أعداد المتطوعين بعد هجمات المعارضة السنية التي كانت تستهدف بشكل رئيسي الشيعة والمزارات الشيعية في سوريا. طلبنا من رجال الدين الذين نثق فيهم تسجيل أسماء الشبان الذين يرغبون في القتال في سوريا".
وتعتمد بعض الأحزاب الشيعية في العراق، على الدعم الإيراني بشدة، مما يجعلها أكثر تعاطفا مع موقف طهران بخصوص سوريا.
ويقر سياسيون ومسؤولون وزعماء ميليشيات شيعية في أحاديث خاصة بأن هناك دعما يقدم لنظام بشار لأسد، وأن هذا يعني السماح للمقاتلين الشيعة بالسفر جوا إلى دمشق.
مستشار للمالكي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموضوع، قال: "يعتقد السياسيون الشيعة أن أفضل طريقة لإبقاء المقاتلين السنة المتطرفين خارج العراق هي أن يظلوا مشغولين بسوريا".
ويقول مقاتلون من الميليشيات إن المقاتلين الشيعة يسافرون عادة في مجموعات صغيرة تضم ما بين عشرة أشخاص و15 شخصا من بغداد أو مدينة النجف، ويتخفون أحيانا تحت ستار "الحج"، وقد يحملون في حقائبهم زيا ومعدات عسكرية ومسدسات أحيانا.
قادة الميليشيات يقولون إنهم يستخدمون نفوذهم وتعاطف المسؤولين الشيعة لتسهيل مرور المقاتلين مع معداتهم عبر نقاط التفتيش في بغداد.
ويقول مقاتلون وساسة عراقيون إن معظم الذين يقاتلون في سوريا أعضاء ميليشيا سابقون في جيش المهدي الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر أو من فيلق بدر وميليشيات عصائب الحق وميليشيا كتائب حزب الله العراقي. وكلهم موال للزعيم الإيراني علي خامنئي.
ويقول قادة إن بعض مقاتلي ميليشيا جيش المهدي الذين لجأوا الى سوريا عندما سحقت القوات العراقية جماعتهم في عام 2007 شكلوا هناك لواء أبو الفضل العباس بالتنسيق مع النظام السوري ومكتب خامنئي في دمشق.
وقال قادة المقاتلين العراقيين إنه تعين حتى على بعض المقاتلين العراقيين المخضرمين الالتحاق بذلك اللواء والقتال تحت قيادة الشبيحة السوريين، الذين ينتمون غالبا للطائفة العلوية، وكان هذا شرطا كي يسمح لهم النظام بالعمل ويسلحهم.
لكن الآن تغيرت قواعد الاشتباك وظهرت انقسامات بين المقاتلين الشيعة السوريين والعراقيين، فجيش المهدي وعصائب الحق وكتائب حزب الله بدأت تقاتل تحت قيادة مليشيا حزب الله اللبناني.
يقول بعض المقاتلين العراقيين إن الانضباط العسكري الذي فرضه قادة عصائب الحق وكتائب حزب الله على العراقيين أثار غضب الشبيحة؛ لأن السوريين حاولوا الاستفادة من الفوضى لتحقيق مكاسب مالية من القتال.
وتفجرت هذه الخلافات في اشتباك مسلح اندلع بالقرب من مرقد السيدة زينب قبل أسابيع قليلة بين مقاتلي عصائب الحق وكتائب حزب الله وجيش المهدي من ناحية وبين أبو عجيل القائد السوري للواء أبو الفضل العباس ومقاتليه المحليين من الناحية الأخرى. وقال مسلحون في بغداد إن مقاتلين عراقيين قتلا كما قتل 3 من الشبيحة السوريين في الاشتباك.
وعقد اجتماع للمصالحة بأمر من مكتب خامنئي، لكن الانقسامات استفحلت وشكل المقاتلون العراقيون لواء جديدا رافضين القتال تحت القيادة السورية.
وقال أبو سجاد وهو مقاتل سابق من جيش المهدي وأحد القيادات الشيعية التي أسست لواء أبو الفضل العباس إنه لا يتقاضى راتبا من النظام السوري، وإنه ليس من حق أحد أن يعامله كأحد أفراد الشبيحة المرتزقة، وأضاف أنه لن يقاتل مرة أخرى بجانب من قتلوا إخوته.
رويترز
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية