أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

غليون: توسع الملتحقين بـ"النصرة" لا علاقة له بتبني أفكارها واعتقاداتها

قال المعارض البارز برهان غليون إن الكتائب السلفية تحظى بتمويل وتسليح أفضل من قبل مؤيدين في دول الخليج وغيرها، معتبرا أن توسع قاعدة الملتحقين بجبهة النصرة لا علاقة له بتبنى أفكارها واعتقاداتها السياسية، فالشعب السوري لم يقُم بالثورة لاستبدال ديكتاتورية غليظة بديكتاتورية أخرى.

وفي حوار مع "المصري اليوم" رأى غليون أن الشعب السورى وقع ضحية العجز العربي والتخاذل الدولي ومشاريع السيطرة والتوسع الإيرانية وإرادة الانتقام الروسية. 

وحول توقعه بحدوث تسوية تاريخية بين النظام والمعارضة السورية، رد غليون: لا يمكن أن تكون هناك تسوية، حتى تسمى تاريخية، بين جلاد فى حق شعبه مسؤول عن دمار بلده وقتل مئات الألوف من شبابه، وبين الشعب الذى ذاق الأمرين من حكم طغمة جائرة ومرتدة.

وحول قدرى المعارضة على إدارة البلاد حال سقوط النظام، أجاب غليون: ليس هناك لا فى سوريا ولا فى غيرها من بلدان الاستبداد إدارة جاهزة تنتظر سقوط النظام لتحل محله، هذا يحدث فقط فى النظم الديمقراطية التي تسمح بنشوء معارضات وترعى حقوقها، لأنها تعترف بحق تداول السلطة، أما في النظم الديكتاتورية المنحطة فقتل البدائل وتجريم العمل الاحتجاجي بكل أشكاله وخنق الحريات وتكميم الأفواه لا يترك مجالاً لنشوء أي معارضة.

وتابع: في سوريا لم تكن هناك معارضة ولكن شخصيات حرة بقيت في واجهة المقاومة لعقود. لكن الشعب السوري يتعلم بسرعة، وكغيره من الشعوب سينتج الإدارة الديمقراطية البديلة عبر الصراع ومن خلاله. وانقسام ووجود لغة التخوين بين جميع قيادت المعارضة وعجزها عن إنتاج رؤية سياسية وطنية جامعة يأتي نتيجة لعدم وجود معارضة سابقة في سوريا، وغياب تقاليد وثقافة سياسية ديمقراطية تعترف بالاختلاف وبالتنافس السلمى على السلطة وعلى كسب الرأي العام.

وحول احتمالات تدويل الأزمة وانعطافها إلى مسار التدخل العسكري على الطريقة العراقية أو الليبية، رأى غليون أن الأزمة أصبحت دولية منذ الآن، وكان وراء تدويلها النظام الذى رهن مصير الشعب السوري بأجندات الدول الإقليمية والدولية، التي طلب مساعدتها والتحق بها لتحميه من غضب الشعب وثورته، وأخص بالذكر روسيا وإيران وأدواتها في لبنان والعراق.

وعن رؤيته لبروز حركات عسكرية ذات طابع إسلامي مثل جبهة النصرة في مواجهة قوات النظام، لفت غليون أن النظام هو الذي أطلق مئات السجناء من العناصر التي كان قد أرسلها للعراق لتقويض الوضع الناجم عن الغزو الأمريكي، اعتقاداً منه في ذلك الوقت أن نظامه هو الهدف الثاني بعد نظام صدام.

وتابع: يعرف جميع المحللين أن للقاعدة صلات قوية بنظام دمشق والنظام الإيراني، وأنهما يستخدمانها كما استخدما العديد من التيارات الجهادية، كأوراق فى لعبة الصراعات الإقليمية والدولية.

لكن مسؤولية المجتمع الدولي لا تقل عن ذلك في تطور هذه التيارات، فتقاعسه وخذله للثورة والثوار، دفع بهم نحو البحث عن المساعدة أينما وجدت. وكل المراقبين يعرفون اليوم أن نقص الإمدادات بالمال والسلاح لكتائب وجدت نفسها في مواجهة يومية مع أعتى جيوش القمع والقتل والإبادة الجماعية، كان الحافز الأكبر لانتساب العديدين إلى الكتائب السلفية التي تحظي بتمويل وتسليح أفضل من قبل مؤيدين خواص في دول الخليج وغيرها.

ولايزال حرمان المقاتلين السوريين الثوار من المعونة اللازمة للانتصار في مقاومتهم الأسطورية لأشرس الديكتاتوريات الطائفية والعنصرية هو السبب الرئيس لتوسع قاعدة الملتحقين بهذه الجبهة، مع العلم أن مثل هذا الالتحاق لا علاقة له بتبني أفكارها واعتقاداتها السياسية، فالشعب السوري لم يقُم بالثورة لاستبدال ديكتاتورية غليظة بديكتاتورية أخرى ولكن للتخلص من كل أشكال الديكتاتورية وإعادة الحقوق للشعب، وفي مقدمتها اختيار قياداته بحرية وضمان حق الأفراد جميعاً في التعبير عن رأيهم وخياراتهم السياسية.

وعما إذا كان الإخوان المسلمين في سوريا يسعون إلى السلطة، رد غليون: كل التنظيمات السياسية تسعى للوصول إلى السلطة، وإلا لما أضاع أحد وقته في السياسة والتنظيمات السياسية. وكل من يقول غير ذلك غير صادق.

وهذا ليس بالأمر السيء بحد ذاته، فالنشاط السياسي هو الذي يؤمن الأطر اللازمة لقيادة الشعوب ويدربها على ممارسة المسؤوليات العمومية وخدمة المصالح الوطنية.

الطموح للسلطة ليس عيبا ولا خطأ، الخطأ يكمن في تسخير السلطة والموقع السياسى لخدمة أهداف ومصالح خاصة فئوية أو شخصية أو عائلية، وفي التمسك بها بصورة لا شرعية، والتضحية بالمصالح الوطنية للبقاء فيها، كما يفعل النظام الأسدي اليوم، وفي ممارستها بصورة لا مسؤولة وهدر الموارد بسبب الفساد أو نقص الكفاءة والأهلية.

وعن تقييمه للدور المصري تجاه الثورة السورية، صارح غليون محاوره قائلا: للأسف لم تكن مصر في وضع سياسى يمكنها من أن تلعب الدور الذي كنا ننتظره منها كظهير قوي للشعب السوري في المحافل العربية والدولية، وفي الضغط على جهابذة القتل والقمع والتخريب في دمشق، فمصر كانت ولاتزال منشغلة عن الثورة السورية بصراعاتها الداخلية التى ولدتها الثورة المصرية أيضا، وهذا في نظرى أمر طبيعي.

واستدرك غليون: لكن السوريين شاهدوا بأم أعينهم حجم الدعم الكبير الذي قدمه الشعب المصري في هذه الظروف الحالكة للسوريين، فكانت أكبر مظاهرات التأييد للثورة السورية مصرية، واستوعبت مصر مئات آلاف السوريين النازحين والمهجرين وعاملتهم كما تعامل أبناءها، ولا يمكن للشعب السوري أن ينسى ذلك.

زمان الوصل - صحف
(98)    هل أعجبتك المقالة (103)

سعاد عنبر

2013-06-20

هذا الشخص مهستر ولا قيمة لما يقوله أبداً..


Eagle Syrian

2013-06-20

النصر لإراده الشعب والشعب قرر قهرالخوف و الظلم و الطغيان و الفساد, و لا تسويه مع الطاغيه و لا بديل للسقوط الشامل و للمحكمه.


عزو فتوش

2013-06-20

الدكتور برهان غليون ثروة وطنية لا تعوض حفظه الله إنه شوكة في خواصر أعدائه الحاسدين له .إنه إنسان واقعي و يفكر و يعمل بما لديه و ليس رجل أحلام و شعارات مزورة.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي