تتعد مجالات العمل في الثورة السورية، إذ لايمكن اختصار معركة الحرية بحدود الجغرافيا السوريّة، خاصة بعد أن أجبرت همجية النظام الكثير من الناشطين على متابعة حراكهم من الخارج، الأمر الذي أدى إلى ولادة عدة منظمات ومؤسسات مدنية تهتم بنشر مواد فنية وإعلامية تهدف إلى الحفاظ على موزاييك المجتمع السوري.. و"بصمة"، إحدى هذه المؤسسات التي تهدف بالدرجة الأولى إلى المساهمة في إيصال رسالة الثورة السورية، بصفتها ثورة لكل السوريين، وفي سبيل ذلك ينتج فريق "بصمة" منتجات سمعية وبصرية وملصقات فنية ورسومات كاريكتورية، تحمل رسائل توعوية تخاطب مختلف شرائح المجتمع السوري.
وعن تطور العمل الإعلامي الثوري، وتأسيس "بصمة" قالت مديرة العلاقات العامة ميديا داغستاني: تأسست بصمة منذ أكثر من عام، حيث تكونت من مجموعة ناشطين سوريين اضطرتهم الظروف للخروج من سوريا، وتتابع: ولأن العمل الإعلامي الذي بدأ في انطلاق الثورة بجهد قوي وجبار، بات مع مرور الوقت بحاجة إلى عمل مؤسساتي يقدم رسائل إعلامية بشكلٍ صحيح ومهني، وجاءت فكرة إنشاء "بصمة"، التي تسعى للعمل بهذا الاتجاه.
تبنّي 8 مطبوعات.. والشرط محاربة الطائفية
وتشير مديرة العلاقات العامة إلى أن منتجات المؤسسة تتنوع حسب إمكانيات الفريق، ولذلك تُنتج "بصمة" أفلاماً قصيرة آخرها فيلم "حمص ..جيل الحصار"، وتقارير تلفزيونية، إضافة للملصقات التي يتم تعليقها في الداخل السوري، سواء في المناطق المحررة أم الواقعة تحت حكم النظام، كما تدعم مؤسسة بصمة 8 مطبوعات سورية، وهو دعم، حسب داغستاني، غير مشروط، وتوضح: ندعم صحفاً ذات تيارات فكرية مختلفة، وكل ما نطلبه هو مراعاة الشكل الفني والقواعيد المهنية في العمل، كما نشترط أن تكون المحتويات خالية من أي توجه طائفي وأن تكون ضد مشروع تقسيم سوريا، والأمر الذي يتفق عليه السوريون..ومن المطبوعات التي تدعمها بصمة: عين المدينة، الغربال، ضوضاء، حنطة.. وغيرها.
دعم أكاديمي ولوجستي لأربع إذاعات
كما تبيّن مديرة العلاقات في بصمة، أن المؤسسة تدعم أربع إذاعات، من ناحية المنتج الإذاعي و المعدات اللوجستية، كما تجري المؤسسة دورات إعلامية للناشطين بهدف تحسين أدائهم وتطوير مهنيتهم.
وتوضح داغساتني طبيعة العمل الذي تقوم به بصمة في الحقل التلفزيوني: نرسل تقارير تلفزيونية للمحطات الرئيسية، نسلط الضوء فيها على الجوانب الإيجابية في المناطق المحررة بهدف إعلاء القيم الإيجابية، لتكون نموذجاً يُحتذى به وتُحاكم الأمور على مقاسه.
وتتابع: لبصمة حوالي 13 مراسلاً في داخل السوري.
بعد الأسد.. وتضاعف المهام
وعن مرحلة ما بعد سقوط النظام، تقول داغستاني: لا نملك مخططاً واضحاً حتى اليوم، فنحن لسنا مدراء مؤسسات إعلامية بالأصل، ولكن نحاول التخطيط إلى حدما، إذ ننوي أن تكون "بصمة" إحدى المؤسسات الإعلامية في مرحلة مابعد الأسد، وتضيف: أعتقد أن مهمتنا ستكون بعد سقوط الأسد أكبر، سنسعى حينها إلى بناء سوريا الديمقراطية التعددية التي يحلم بها السوريون.. ولذلك سينتقل الفريق حسب داغستاني للعمل في الداخل، وكمرحلة مبدئية تم فتح مكتب لبصمة في مدينة غازي عينتاب من الآن، لتكون المؤسسة أقرب للأراضي السورية.
"بوسترات" بصمة في المخيمات والداخل
وخلال تجول "زمان الوصل" في المؤسسة، التقينا بالفنانة يارا في قسم الغرافيك، والتي حدثتنا عن طبيعة عمل القسم، موضحة أن منتجات الغرافيك تتنوع حسب الحملات التوعوية المقررة، فالظروف والمستجدات قد تفرض على فريق بصمة في بعض الأحيان مواضيع لحملات معينة سواء كانت صحية أو سياسية أو غيرها، وأحياناً أخرى يقرر الفنانون موضوع الحملة .. وتوضح يارا أن الملصقات الفنية لا تُنشر فقط في الداخل السوري، بل أيضاً تم تعليق بعض الملصقات في مخيمات اللاجئين السوريين.. وتتابع: موضوع الحملة يقرر مكان نشر الملصقات الخاصة بها.
ومن مهام فريق قسم الغرافيك أيضاً وفق يارا المساعدة في تطوير الشكل الفني للمجلات التي تدعمها بصمة، وتبيّن: إن لم يكن للمجلة مخرج متمكن، نصمم لها"ماكيت" خاصاً بها، ونساعد فريقها في الناحية الإخراجية.
وتضيف الفنانة: ينتج الفريق أيضاً رسومات كاريكتورية تُنشر على صفحة "بصمة"في (فيسبوك)، و على المجلات المدعومة من قبلها.
وكذلك حدثنا خالد منسق راديو بصمة، عن نوعية المنتجات الإذاعية المرتبطة بالحملات التوعوية التي يحددها الفريق، والتي تترافق مع مساحة إبداع يعمل عليها فريق الراديو، وكذلك تعمل بصمة على تدريب إذاعات جديدة تهتم بإنشائها أكاديمياً ومادياً، ومنها راديو: ألوان ونيروز، وموزاييك، بإضافة لإذاعة جديدة في كفرنبل.. ويقول خالد: بعد تجربة تدريب عدد من الناشطين المهتمين بالإذاعات، لاحظت أن لدينا جيلاً متحمساً للعمل الإعلامي بأجواء الحرية الموعودة، الأمر الذي يدعو للتفاؤل.
لمى شماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية