تسليح المعارضة السورية .. هل يكفي لإسقاط نظام الأسد

كانت الإدارة الأمريكية خلال مرحلة الثورة السورية حذرة جداً ومتخوفة من اتخاذ أي قرار له علاقة بالتدخل في سورية سواء عبر التسليح للمعارضة السورية أو فرض حظر جوي أو القيام بضربات جوية محددة على أهداف عسكرية لنظام الأسد، وبالرغم من أن البيت الأبيض خضع لضغوط عديدة لتسليح المعارضة عبرت عنها الرسائل التي أرسلتها الوزيرة السابقة كلينتون ووزير الدفاع ورئيس الاستخبارات، كانت حجة البيت الأبيض دوماً التخوف من العواقب، لكن ما حسم الموقف الأمريكي هو تدخل حزب الله في القصير وسقوط المدينة بأيدي هذه الميليشيات المدعومة بل والمصنعة والمأمورة إيرانياً، فأدركت الإدارة الأمريكية أنها تخسر معركتها الاستراتيجية في سورية والمشرق عموماً لحساب إيران وهو ما يهدد المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة.
لكن هل يكفي قرار التسليح لإسقاط نظام الأسد أم أنه سيطيل عمر الصراع ويحرض إيران وروسيا على إرسال المزيد من الأسلحة، مما يخلق سباقاً للتسلح في المنطقة يكون على حساب الدم السوري.
ما هو واضح بكل تأكيد أن حجم السلاح الخفيف في سورية أصبح كبيراً للغاية ولكن النقص الشديد هو في الذخيرة والسلاح النوعي الذي يمكن أن يواجه سلاح الأسد.
مهما كان السلاح متقدماً فلن يستطيع وقف القصف العشوائي على المدنيين عبر المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ التي لا تشل فعاليتها إلا عبر ضربات جوية ضد هذه الأهداف، وما دام التفوق الجوي للأسد لا يعادله سلاح الثوار على الأرض، وبالتالي فإن التسليح وحده قد يمكّن الثوار من تحقيق نجاحات تكتيكية جزئية ومهمة للغاية، لكنها لن تستطيع تحقيق الهدف النهائي وهو التخلص من نظام الأسد بأسرع وقت من أجل تخفيف عدد الضحايا وحفظ ما تبقى من سوريا ومؤسساتها، ولذلك يجب على الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي أن تبدأ فوراً بالتسليح النوعي للثوار على الأرض لكن وبنفس الوقت مراجعة هذا القرار بعد شهر من أجل اتخاذ قرارات نوعية حاسمة من مثل فرض الحظر الجوي الذي سينهي نظام الأسد في أقل من شهر عندها يمكن أن تبدأ العملية السياسية الحقيقية لبناء سورية المستقبل.
مقال ينشر كل اثنين
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية