وجهاء السويداء يطلقون مبادرة لحل الأزمة والشارع منقسم

أطلق عددٌ من الوجهاء, وكبار الشخصيات الاجتماعية, ومشايخ الدين في السويداء مبادرةً وطنية لحلّ الأزمة السورية، معتبرين أنها أزمة سياسّية بامتياز متجاوزين بذلك خطاب النظام الذي سعى منذ اليوم الأول للثورة لإظهارها كمؤامرة كونية تنفذها عصابات إرهابية بهدف تقسيم سوريا إلى إمارات سلفية، محاولا جرّهم مع باقي أبناء الطوائف الأخرى إلى مستنقع الدم والطائفية وضرب أبناء المجتمع الواحد بعضهم ببعض.
وقد تضمّنت المبادرة في مسوّدة نقاشها دعوة إلى عقد مؤتمر للإنقاذ والسلم الأهلي على الأراضي السورية، (ولتكن السويداء منصة مرشحة لذلك) وبرعاية أممية محايدة، وذلك وفقاً للإجراءات التالية:
1) وقف القتال والاقتتال على كل المحاور، وحقن الدماء بإعلان التهدئة, وتجميد الوضع العسكري كلٍ في موضعه.
2) المباشرة بترحيل وإخراج المسلحين غير السوريين -المشاركين بالقتال ولدى الطرفين- من الأراضي السورية.
3) السماح للمنظمات الإنسانية والإغاثية والإسعافيّة بالوصول إلى كافة المناطق السورية المنكوبة بممرات آمنه.
4) الإفراج عن جميع الأسرى و المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين, وإنهاء ملف الاعتقال والاختطاف والتهجير.
5) تجديد جوازات سفر كل السوريين المغتربين، والسماح بعودة المهجرين واللاجئين والنازحين دون أية معيقات.
6) عقد (مؤتمر الإنقاذ والسلم الوطني السوري) ويبحث المؤتمر عدة مواضيع أهمها: حل الحكومة - وتشكيل حكومة الإنقاذ الانتقالية بصلاحيات كاملة – وقف العمل بالدستور الحالي وإجراء استفتاء على دستور جديد –إجراء انتخابات رئاسية.
هذا وقد استبق المبادرة بيوم واحد فقط تصريح شيخ عقل الطائفة الدرزيّة يوسف جربوع لصحيفة الحقيقة ومفاده: بأنَّ الأزمة السورية بدأت بحراك شعبي سلمي مطالبه مشروعة للمواطن السوري، وأن لا خلاص للوطن إلا بحوار وطني يقودنا إلى حل سياسي يحفظ حقوق الجميع.
*صدى المبادرة
وبحسب ناشطين، فإنَّ المبادرة خلقت جواً من الإرباك وردود أفعال إيجابية وسلبية في شارع السويداء، لاسيما أنها صادرة عن وجهائها الذين كانوا قد ابتعدوا منذ بداية الثورة عن اتخاذ أي قرار جدي ضد سلوكيات النظام.
ويؤكد الناشط السياسي (خ-ع) أنّ السويداء قد انقسمت قسمين منذ بداية الحراك الثوري مولاة ومعارضة، وذلك بسبب أكاذيب السلطة السورية التي طالما تحدثت عن عصابات إرهابية مسلحة وإمارات سلفية وكان من الصعب وجود نقاط تلاقي بين طرفي النزاع، فكل طرف يرى الاّخر من وجهة نظر سلبية.
أمّا الاّن وحسب هذه المبادرة فقد أصبح هناك اعتراف صريح وواضح من مولاة السويداء بأن ما يحدث في سوريا يحدث على أرضية أزمة سياسية قديمة ومتجذرة وليس على أرضية وجود مؤامرة كونية ضد السوريين كما ادّعى النظام-بحسب (خ-ع).
في حين يرى الناشط (ه- ق) بأنّه من الممكن تلاقي القيّمين على هذه المبادرة مع باقي كتل المعارضة، و يمكن التحاور معها بهدف الوصول إلى حل للنزاع القائم على قاعدة المواطنة.
أمّا الناشط السياسي (غ- ص) كان له رأي مختلف مفاده أن هذه المبادرة متواضعة وذات سقف منخفض نسبةً إلى مطالب الشارع السوري الذي سبقها بأشواط والذي كان قد خرج منذ بداية حراكه الثوري مطالباً بها ولم تلقَ مطالبه آذاناً صاغية عند النظام.
و كان للسيد (س- ك) وهو من وجهاء السويداء رأي مفاده بأنَّ سوريا مهددة بالدمار الشامل على كل الأصعدة، وأصبح من الضروري الاستجابة لصوت العقل والحكمة وجلوس السوريين على طاولة الحوار لإنقاذ الوطن مما يتهدّده من خطر داخلي متمثل بنزاع أبناء البلد الواحد يغذّيه ويعمل على تفاقمه النظام، ومن خطر خارجي متمثل بمصالح الدول الكبرى في سوريا.
وتبقى هذه المبادرة إحدى المبادرات الوطنية الداعية لإنقاذ سوريا الوطن والإنسان ولربما بتطورها وبتوحيد جهود القائمين عليها مع باقي أطياف المعارضة، تسهم بفتح باب لأفق حل سياسي.
سارة عبد الحي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية