تعليقات ساخرة ومريرة في الذكرى
بعد سنتين من الثورة في سورية وبعد عام ونصف على حرب دامية راح ضحيتها 200 الف سوري وهجر 5 ملايين، دمرت مدنا عديدة بعد مئات القرى والبلدات، يجد السوريون في ذكرى وفاة حافظ الاسد فسحة وسط الرعب والموت، ليكتبوا انطباعاتهم على صفحات التواصل الاجتماعي.
يوم العاشر من حزيران الجاري، في الذكرى الثالثة عشرة لوفاة حافظالاسد، ابدع سوريوا الفيس بوك باستذكار ذلك اليوم السعيد والصادم رغم سعادته، فهو بقدر ما كان يوماً مشتهى من ملايين السوريين، فقد كان يوماً صادماً بحق، فهم على شاكلة شعوب الديكتاتوريات الشمولية قد نشا ثلاثة اجيال منهم في كنف ورعاية القائد الإله، الذي صار كما ستالين وكيم ايل سونغ وكاسترو الأب القائد، الذي لا يمكن ان يموت ولجل ذلك واحيتاطاً فقد جعل منه رمزاً خالداً قبل وفاته، فغن فعلها ومات فليس على الشعب سوى ان يتوقع نهاية العالم وليس على شعبه سوى ان يموت معه ، على الاقل رمزياً، خوفاً من العالم بعد غياب الاب ومن المستقبل الذي لا امل فيه بعد ان مات الامل بمت الزعيم الخالد.
لم يمت :
كثيرون لم يصدقوا وفاة حافظ الاسد، البعض قالوا انها شائعة، خوفاً، كتبت هالا : " وقت مات حافظ بكيت .. حسيت أنو مو معقول ! هوي ما بيموت ! في شي غلط .."
يقول عماد " في مثل هذا اليوم لم يمت حافيظ و كل ما يحدث في سورية لازال يشير الى ذلك و هو هالك يوماً و لكن ذلك لم يحدث حتى الآن " ويكتب غياث " حافظ مامات مازال يدمر البلد من قبره "
بوظة احتفالاً بموت الرئيس الخالد:
يكتب احدهم من بلدة قدسيا المجاورة لدمشق ان شبان البلدة كسروا تمثال حافظ الاسد في ذلك اليوم، وانه واهله تناولوا الآيس كريم ابتهاجاً، لكن ذلك لم يمنعهم من الهرب الى خارج البلدة خوفاً من رد فعل انتقامي على تكسير تمثال الرئيس،
ويقول عاصم : " بتذكر تاني يوم رحنا سيران على مساطب الفيجة "خلسة" وشوينا، كان صاحب المسطبة واقف بنص الشارع وعم يلقط العالم يدخلهن للمفارقة... ونحنا راجعين ليلاً، كان في باصات معبية الشوارع جاية من مكانات معينة !!
فيها نسوان لابسين أسود عم يقتلو حالهم ويصرخوا "لا تقولوا حافظ مات... حافظ معنا بالحياة "
يكتب ضياء ساخراً : " حافظ الاسد يموت من ١٣ سنة وتضل فلسطين محتلة ؟؟ يموت من ١٣ سنة وتحتلنا ايران ؟؟ يموت من ١٣ سنة وحزب الله يرفع من يومين شعار الحسين محتفلا باحتلاله القصير ؟؟ حافظ الاسد يموت وفي كل هالماسي وهو ما موجود ؟؟؟... "
وتكتب مروى : " يا سادة يا كرام لما مات حافيظ كان همي الوحيد و حزني الوحيد و ألمي الوحيد .. أنه رح تنقطع برامج التلفزيون - و خصوصي أفلام كرتون - و ما كان هاممني شي غير هيك لأن كان دوبي مطبقة الـ 15 سنة ..."
يكتب فادي " ابن الجيران كان قد تعلم أول أغنية عن الأب القائد - بابا مات الرئيس؟ - يا بابا خراس" هذا الجواب الاكيد من الاب الخائف، " إحدى خالاتي كانت واثقة أن اسرائيل ستقصفنا الآن وتستغرب كيف نبحث عن مسلسلات في التلفاز ! "
في السجن حينما مات :
يكتب طالب : " كنا بالجناح ب 1 يمين في سجن صيدنايا العسكري، حين اقترب أحد العسكريين وأخبرنا أن حافظ أسد مات...كان يجب أن نفرح ونحن نخاف.. كان يمكن أن بتم قتلنا كردة فعل لأننا معارضين.. لا أتذكر بالضبط من أقنع المساعد بأن يغلق علينا الأبواب. لننجو.. ولا أتذكر كم بقينا هناك معزولين.. لكني لم أصدق أبداً أن الديكتاتور السافل مات.. "
انطباعات اخرى كتبها مثقفون ومعارضون سوريون ومواطنون على صفحاتهم، عبروا فيها بكلمات ساخرة عن ذكرةى ذلك اليوم، كتب احدهم أنه لابد ان نشكر عزرائيل لما فعله ذلك اليوم، وكتب آخر أن عزرائيل رحم الشعب السوري في ذلك اليوم، يكتب ماهر " في مثل هذا اليوم .. رفرفت قلوب السوريين فرحاً .. وهتفت .. لعزرائيل..!! " . ويكتب ميشيل : " في مثل هذا اليوم نمت مطمئنا، فقد كُسرت، بموته، الحقلة الاساسية في نظام الاسد."
يكتب احدهم ساخراً من الرئيس الراحل: " الله يرحمو كان محب للفقراء وعملهن أغنياء (رامي مخلوف علي دوبا أحمد العبود إلخ ) كان يحب المرأة ويرفع من شأنها ( نجاح العطار وماريا ديب ) ويعز الفلاحين كتير ( عبد الله الأحمر ومحمود الزعبي ) كان يقدس الجيش ( مصطفى طلاس وحكمت الشهابي ) " .
بالنسبة لكثيرين كان خبر وفاة حافظ الاسد حزينا او مخيفا او غريبا، حتى ان التلفزيون الاسرائيلي اذاع الخبر بحسب احمد، يكتب احمد " أنا كنت عم بحضر مسلسل شيكاغو هوب على قناة اسرائيلة وقت قطعوا المسلسل وحطوا أية "يا أيتها النفس المطمئنة "للحظات ومن ثم أذيع الخبر بالعبرية و أنا ما فهمت غير كلمة حافظ الأسد بس عرفت انو فطس ..."
يكتب زهير : " في مثل هذا اليوم كنت بألمانيا وكانت فرحتي لا توصف فسألني جاري الألماني عن السبب فأخبرته بأن الرئيس مات فقال قبل ينهي مدته الرئاسية!!!؟ قلت له هو مات أما مدته الرئاسية فلا أعتقد أنها ستنتهي!!!! "
يكتب موسى : " في مثل هذا اليوم أخدونا بالباصات من صفوفنا بالبكالوريا ورحنا عبوابة مشفى الشامي بدمشق منشان نقرالوا الفاتحة مع مسحة حزن يجب أن تظهر على وجهك..."
المهم يموت :
وعلى خلاف الخوف من موت الزعيم الخالد كان بعض السوريين يرون ان المهم هو ان يموت الاب القائد وبعدها لكل حادث حديث، يكتب فادي " قبل ان يموت بسنة او بنفس السنة كنا قاعدين انا وشباب بيكرهو ربو بضيعة جنبها بحيرة صغيرة، وعم نشرب عرق ونغني، وبلش حكي سياسة، قلت يومها حكمتي : المهم يموت وبعدين لكل حادث حديث، كنا حاسّين انو وجودوا صخرة تجثم فوق حياتنا، فوق تاريخنا الصغير، جبل يقف في وجوهنا مليون يد تجذبنا الى الوراء "
أخيراً وبهذه المناسبة السعيدة فقد وزّع عدد من الناشطين السوريين في لبنان الحلوى على المارة، ربما نكاية ببعض الذين وزعوا البقلاوة على المارة في الضاحية الجنوبية، بعد احتلال القصير من قبل قوات حزب الله وجيش بشار الاسد.
في النهاية وبالرغم من كل شيء فلقد مات الاب القائد وهذا هو المهم، لكنه كما كتب احد الفيسبوكيين مازال يحكم سورية من قبره، ليس بواسطة ابنه المجنون فحسب بل من خلال كل الطاقم القديم الذي كان محيطاً به، لكان الاب القائد ينتقم من شعبه – بما فيهم المعارضين والمؤيدين- الشعب الذي ظنّ أنه تحرّر منه بموته، لكنه مع كل قذيفة تسقط فوق رؤوس الابرياء في المدن والبلدات السورية يقول بصوت مدوي، "انا حافظ الاسد انا مازلت هنا"؟؟؟
يوم مات الرئيس ...هل مات حقاً ؟ .. فادي سعد

صحفي وناشط
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية