شدياق: من أقنع مسيحيي لبنان وسوريا، أنّ الأسد المجرم هو حامي الأقليات؟!

كتبت صحافية لبنانية مشهورة تعرضت من قبل لمحاولة اغتيال من قبل أزلام بشار الأسد في لبنان، كتبت تروي حادثة وقعت لها مؤخرا عن غسيل الدماغ الذي تعرض له بعض مسيحي لبنان وسوريا، ممن لازالوا يتوهمون أن بشار الأسد هو الذي يحميهم.
الصحافية مي شدياق التي فقدت طرفيها الأيسرين (قدمها ويدها) في تفجير استهدفها عام 2005، روت كيف توجهت إلى دير مار شربل ، موضحة أنها أضاءت الشموع "على نية من فارقونا، وأوّلهم الرفاق شهداء ثورة استقلال 2005، صليّت لروح سمير وجبران وكلّ الأحباء وتمنيت أنْ يتمّ إيجاد الرابط بقضية استشهاد الرئيس الحريري لتحال قضية سمير وقضية جبران وقضيتي الى المحكمة الدولية مباشرة، كما ينصّ القرار الصادر عن الأمم المتحدة".
وتابعت: وأنا أهمُّ بمغادرة الدير متّكئة على عصاي، صُعقت بسيّدة يزين صدرها صليب، (تبيّن لي من لهجتها أنهاّ سورية)، تهجُم عليّ صارخةً: "أنا ربّيت بشار الأسد على يدَي. لا يوجد أحسن منه، كفاكِ افتراءً عليه، هو وحده الذي يحمي المسيحيين".
مددت لها يدي الاصطناعية وسألتها: "ماذا تقولين عن هذه؟ من فعلها؟ من قهر المسيحيين اللبنانيين منذ العام 1975؟ من انتهك حرمات اللبنانيين أجمعين وسرق منهم حرّيتهم على مرّ السنين، أليس بشّار ونظامُه المجرم وحلفاؤه في لبنان؟".
اشرأبّت من جديد بأعلى صوتها: "اذهبي وابحثي عمّن فجّرك".
وسط ذهول ما بعده ذهول، لم أجد ما أردّ عليها به سوى القول: "الله يُجازي كل شخص على أفعالِه وليصطفِل به وبأمثالِه".
تابعت بكلّ وقاحة: "بشّار أكبر آدمي. هو من يحمينا".
عندها أجبتُها: "أتيت الى كنيستي، أتيت الى بلدي، الى عُقر داري، لتُبهدليني!"
صعدت الى السيارة ونفسي حزينة على ما فعله بنا من أقنع مسيحيين في لبنان وسوريا، بأنّ نظام الأسد المجرم هو حامي الأقليات. صعدت محبطة وأنا أتساءل كيف تمكّن الوهم الذي زرعه النظام السوري من السيطرة على عقول أناس بهذا الشكل؟ لعلّ من تُفرغُ سخطها عليّ لا تدري أنّها أولى ضحايا هذا النظام.
قد تكون عائلة هذه السيدة ضحية إجرامٍ اقترفه أحد أفرقاء الحرب في سوريا، وهذا أمرٌ مُدان، ولكن أين هي تعاليم المسيح المفترض أن تحملها من تزور الكنيسة؟ هل هي في أن يقتل الشعب، وتشرد العائلات، ويعذب الأطفال وتدمر البلاد؟ وأي حماية هذه، عندما تكون مرادفة لسفك الدماء وسقوط آلاف القتلى؟.
وواصلت مي: عشنا في لبنان الحرب ومآسيها، ولم يرحمنا أو يتضامن معنا كثيرون ممن غُسل دماغُهم في الدولة الجارة، ولكنْ أنْ تجرؤ هذه السيدة على التعديّ عليّ من حيث لم أكُنْ أدري جعل الأسئلة تتدافع الى ذهني. وعلى رغم كل السواد الذي يسيطر اليوم على المشهد السوري، لا يزال الأمل بربيع حقيقي لدمشق يلوح في الأفق، ولا بدّ من أن يأتي، ولو بعد حين، على يد الثوار الأحرار الحقيقيين، أولئك الذين رفضوا بطش نظام ووقفوا بوجهه دفاعاً عن الحرية والانفتاح والاعتدال وكرامة الإنسان. هؤلاء هم الثورة السورية الحقيقية التي نؤيدها ونتضامن مع رجالها ونسائها.
وتساءلت: هل يدري مُروّجو منطق حماية الأقليات في المنطقة ماذا فعلت أيديهم؟ هل يرضى الذين عانوا تماماً مما عانيْناه، بأنْ نبقى عرضةً لانتهاك كراماتنا والتعدّي على خصوصياتنا في عقر دارنا؟ من قال لهم إننا مع المتطرّفين الى أيّ جهة انتموا؟
وفي تلميح إلى حليف بشار المسيحي ميشال عون، قالت مي: كيف لمن أنكر تاريخه وانغمس في لعبة التحالفات الايرانية - السورية ليبلغ سلطة متوارثة أنْ يعِيَ أنّ السحرَ لا بُدّ من أنْ ينقلبَ على الساحر؟
كيف لمن حوّل "براد" (بلدة في حلب) محجّة للموارنة، وهو على علمٍ أنّ مار مارون هجر سوريا إلى لبنان للبدء بنشر رسالته وممارسة إيمانه ومعتقداته بحرية، أنْ يفقه خطورة ما يفعله بمسيحيي لبنان وسوريا؟
زمان الوصل - صحف
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية