تحضر سوريا هذه الأيام بشكل واضح في العاصمة الأمريكية واشنطن، وأمام الكونغرس بالتحديد، ولكن ليس عبر مظاهرة احتجاج على سياستها المتقاعسة بل عبر فعالية استثنائية تظهر معنى الإبادة الجماعية حول العالم.
حيث غطت أكثر من مليون عظمة أرض المتنزه الوطني، لتذكر بشكل فني جميل وصارخ في نفس الوقت بالفظائع التي ترتكب، في عدة دول من أبرزها سوريا.
وقد شهد زوار واشنطن العاصمة نهاية الأسبوع كيف تحول المنتزه الوطني إلى "مقبرة جماعية"، ساهم في إنشائها أكثر من ألف متطوع متشحين باللون الأبيض ليقوموا بنثر قرابة مليون عظمة "صناعية" خلال 4 ساعات، ويرسلوا للعالم أجمع ولساسة البيت الأبيض بالذات "عريضة حية"، حسب وصف الفنانة نعومي ناتالي.
"مليون عظمة" فعالية لم تهدف فقط للتذكير بإبادات جماعية حدثت في الماضي، بل أيضا لتسليط الضوء على الإبادات المتواصلة في بورما، سوريا، الكونغو الديمقراطية، الصومال، السودان، جنوب السودان.
لكن العمل الذي استغرق 4 ساعات لتشكيله في الظاهر، تطلب قبل ذلك عملا مضنيا وطويلا استمر 3 سنوات الماضية، وشارك فيه أكثر من 100 ألف شخص في 30 بلدا، قاموا بتصنيع العظام. ومع اكتمال تصنيع كل عظمة كانت "بيزوس فاميلي فاونديشن" تتبرع بمبلغ دولار أمريكي، لصالح مكافحة الفقر في الصومال والكونغو الديمقراطية. ولكن الغرض الرئيس للحملة بقي منصبا على رمزيتها المرعبة فيما يخص الإبادات، أكثر من كونها فرصة لجمع التبرعات.
الفنانة ناتالي قالت إنها تأمل أن تسهم الفعالية في توقف المارة والتفكير بجدية، حول: ماذا يحدث؟ وماذا يمكننا أن نفعل؟.
مدعي المحكمة الجنائية الدولية السابق لويس مورينو أوكامبو، قال إن "مليون عظمة" من شأنها أن تحفز القادة على تحمل مسؤولياتهم، قائلا إنه تحمل مثل هذه المسؤوليات في الأرجنتين، وعندما كان في منصب المدعي العام لمحكمة الجنايات.
زمان الوصل - ترجمة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية