أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صحفية ترثي فلذة كبدها "صرت كل الأخبار عندي"

علّقت الزميلة نهى شعبان في صفحتها على خبر استشهاد ولدها المهندس قتيبة في ريف دمشق قائلة:"خبر استشهادك رح يحتل كل صفحاتي لفتره طويله لأنك تصدرت كل الأخبار عندي يا حبيبي، وصرت أنت الخبر المهم والعاجل بحياتي".

وبكثير من الدموع وزغرودة قاسية لأم ثكلى تستقبل زوارها يبكون مثلها حلم الأبناء يلتحقون بالحياة الآخرة وغصة الشوق باقية في نفوس من فارقهم. 

كل الطرق تؤدي إلى الشهادة، حقيقة يعلمها كل من عارض النظام السوري وثار عليه، هو ذاك المصير نفسه يتربص بالمدن والأشجار وحتى الهواء بات مسموماً.
 
ويعتبر الشاب قتيبة ثنائياً لأخيه فارس الذي ما زال يدافع عن مدينته وشعبه في ريف دمشق.

تقول أم فارس -الزميلة نهى- "أبكاني وأفرحني على حد سواء، بكيت لأني أم وفرحت لأني صرت أم الشهيد مثل آلاف السوريات اللواتي قدمن أغلى ما عندهن فداء للثورة السورية وحرية السوريين".

وبحسب الزميلة نهى فإن قتيبة اختار مع زملاء كثر منذ بداية الحراك الثوري أن يكون قريباً وملتصقاً بقضيته، ولم يفكر باللجوء أو المغادرة رغم بعض مساحات العواطف التي كنت أرجوها منه كان خياره البقاء ويردد مقولته "هذه أرضنا لن نتركها لهم فليرحل من لا يؤمن بقضيته".

الناشط بداية والفارس أخيراً خرج متظاهراً مطالباً بالحرية منذ الأيام الأولى للثورة وتحوّل وفقاً لمقتضيات الحاجة إلى منقذٍ لأرواح الجرحى الذين كانوا يتساقطون في مدينة الزبداني وحرستا وريف دمشق عامة، نتيجة إجرام قوات النظام السوري التي لا تفرق بين كبير وصغير، و لا بين شيخ وامرأة، فانتقلت يداه من حمل لافتات الحرية إلى معاشرة أكياس الدم والأدوات الطبية.

بعض الدموع ثم زغرودة للشهيد تعج بها أرجاء المنزل المتواضع حيث تقطن أم فارس مضيفة بقي وحيدي فارس رجل ..ابن الشام سيدافع عنها كأخيه ترفع يداها بالرجاء أن تفرح بلقائه والشام محررة.

وتسترد الأم الثكلى ذكريات اجتياح قوات النظام لمدينة الزبداني ب 20-06-2012 اجتاح الجيش المدينة، وقام بالقصف المتواصل على مدار ثلاثة أيام، وأثناء سقوط الشهداء والجرحى هبّ الشباب ملبيّن نداء الإنسانية واشتعل الريف الدمشقي مظاهرات حرائر يخرجن يستشهدن، أطفال يغنون للحرية أبطال راحوا يتصدون لقوى النظام وتعرَّضت المظاهرات إثر ذلك لهجمات متكررة من طرف قوات الأمن وسقطَ الكثير من الشهداء وما تزال تقدم مدن الريف الدمشقي عربون محبتها للشام وأهلها.

سألت أم فارس كم مرة كنت تتحدثين مع الشهيد:"كان يسكن روحي وقلبي كنت بين الفينة والأخرى نتحدث عبر السكايب كان يسألني لماذ بعض الإعلام يفقد أخلاقه وضميره، ألا يرى المشهد لماذا العالم يخذلنا ويبيعنا للروس ولحزب الله؟" وكنت أجيبه "شو بدك بالعالم ما بيكفيك أمك بتدافع عنكم وصحفيين كثار عم بيدافعوا وبيقدموا حياتهم ثمن للحقيقة". كان يقول جبينهم عالي الله يحيمهم.

لا تفاصيل كثيرة ترويها الزميلة نهى شعبان عن شهيدها فسوريا كلها شهيدة كما تقول وشهيدها كباقي الشهداء أناروا درب الحرية تلملم بعض البعثرة، تعود الابتسامة لصحفية كتبت وغطت عن مدن شهيدة وشهداء كثر تدفع بمن يحيط بها لتقديم بعض الحلوى لضيوف كثر يهنئون بالشهيد، تستذكر صور قتيبة ترفع يديها تغني له "زينوا المرجة والمرجة لينا شامنا فرجه وهي مزينة". 

تختلط البسمة بالفرح والأغاني بيوميات الأسرة السورية تلاحقها الجراح ويلفحها الأمل بغد أفضل لسوريا لهم لا موت فيها ولا قصف.

محمد العويد - زمان الوصل
(121)    هل أعجبتك المقالة (125)

محمد السوري

2013-06-08

عظم الله أجركم وأحسن عزاءكم وتقبل شهيدكم وشفعه فيكم وجمعكم وإياه في أعلى عليين. كم أنت عظيمة يا أختنا أم الشهيد، كما كل السوريات اللواتي لولا تضحياتهن وصبرهن ما وصلت الثورة إلى هنا، رغم تكالب الأعداء وتخاذل الأشقاء والأصدقاء.


noha shabaan

2013-06-08

شكرا لك زميلي وصديقي محمد عويد ايها القلم الحر ابيت الا ان تكون حرا لم تنحني لاي ضغوط تركت النظام في بداية الثوره واخترت الانضمام لصفوف المجاهدين بقلمهم رغم كل المغريات التي قدمت لك شكرا لك ايها الزميل ولكل صحفي يمسك قلم حر.


2013-06-08

الله يرحمو يا رب.


ميس احمد

2013-06-09

اقسم لك بأنني أحسست انه ابني وبقيت عليه كأنه أخي لك خالص عزاءنا وأهنئك يا أم الشهيد.


محمد الغبرا

2013-06-09

أم الشهيد الغالية بحب قلك الله يرحمو و يجعل مثواه الجنة طوله عرض السموات و الأرض. أم الشهيد نحنا ولادك و إنتي أمنا. والله نقبل التراب اللي عم تمشوا عليه. إقبليني كولد من أولادك. الله يحفظك و يخليكي لإلنا و للوطن..


التعليقات (5)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي