أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ذاكرة مخضبة بحمص... "زمان الوصل" عندما ينصهر الحلم ليحفر الحقيقة

صورة التقطت عام 2007، بعد تاسيس الجريدة بسنتين

لم أعتقد بضرورة الكتابة أو كشف بعض المستور من رحلة "زمان الوصل" بطول السنوات الثماني الماضية من عمر الجريدة، فنحن كفكر لا نؤمن إلا بالعمل مهما كانت مرتبة من أنجزه من الزملاء.

ولكن استفزني ماكتبه مستشار التحرير صديقي الدكتور عوض السليمان الذي رافق صحيفتنا في طفولتها ومراهقتها وبعد اشتداد عودها ولم يبخل بنصيحة أو حتى موقف جر له العداء من بعضهم.
لم نحب الشهرة يوماً ولم نسعَ لها ولم نحاول البته استثمار – كما يحلو للبعض تسميتها – المعارف والعلاقات، لم نلتفت للخلافات والتجاذبات التي كانت تحدث أحياناً ..... شخصياً لم أهتم برأي الآخرين بنا إن كان نابعاً من حقد وتجريح وليس من باب الحرص والموضوعية.

وقفنا مع الجميع اعتبرنا أزمات بعض الزملاء وهمومهم مشاكل تخصنا نشرنا للبعثي والعلماني والمتدين، لنثبت للجميع أننا مع الرأي بلا قيود ولا ننكر فضل كل من أيدنا ووقف معنا.

 "زمان الوصل" أشعلناها ثورة قبل الثوار فنحن لم نختر أن نكون مع المعارضة أو حتى الإغراءات التي عرضها علينا النظام يوماً ما، وانساق لها كثيرون. فمن تابعنا منذ البدايات وقرأنا بتمعن يعلم أن همنا الحقيقة ونشر ثقافة الاختلاف والحوار لا الخلاف وردات الفعل غير المحسوبة، حاولنا قدر الإمكان توخي الدقة والموضوعية وأن نكون مهنيين.

امتطى البعض جهدنا وسرق كثيرون حلمنا، تعبنا من الاستدعاءات وغرف التحقيق وأقبية السجون والحجب .... لكننا كنا نعود أقوى متشبثين بالحلم.

 "زمان الوصل" كبرت بجهد وعرق الفريق و"عصابة" أعتبرها الصف الأول فيه منهم من تركنا لضعف أو ربما خوف وبعضهم من رسم طريقه بعيداً عنا بكل محبة.

 "زمان الوصل" الحلم .... حلم صديقي "البيوض" وحلمي، حلم ضحكت عندما استدعاني للمكتب وسألني مطلقا ًيده رافعاً خصلات شعره: أتعمل معي في "زمان الوصل"؟

 ضحكت، ظننته يمزح فالإسم لم يذكرني إلا بقصيدة "جادك الغيث" للسان الدين بن الخطيب والتي قال فيها"جادك الغيث إذا لغيث همى يا زمان الوصل في الأندلس"، قلت: أعمل ...... , ومضى يشرح لي الهدف والتطلعات وسياسة التحرير.

يتكلم بحماسة وإحتراف ونظافة أفتقدها حتى الآن عند كثيرين،  مضينا من مكتب متواضع يطل على مسجد خالد لنعانق السماء بآخر وسط المدينة.

حمص والتي أصر "البيوض" ان نتجذر فيها ونكبر من خلالها بعد فشل تجربة دمشق .... وعلى ما أذكر فمن وسط شارع الحمراء في دمشق تركته يعزيني بدل ان أواسيه فشل حلم أن نكون في العاصمة : "لاتحزن .... غداً ألحقك إلى حمص والسنة القادمة بهذا الوقت أنت تكون في لندن وأنا في باريس ندير "زمان الوصل" من هناك ........ "

وفعلاً تحققت النبوءة ... فمن حمص إلى الدوحة وصل صوت "زمان الوصل" مزلزلاً في كل العواصم, ولم يعد مهماً أن نكون هناك بأجسادنا.

ذكريات لازالت بشدة الفولاذ ولمعان الذهب، مشوار بطول ثماني سنوات لايستطيع الحبر ولا البلاغة تسجيله وأعتقد من الصعب أحياناً تصديق ماعشناه.

 " صديقي فتحي: ليكن دائماً حلمك مستحيلاً .... لنصل لتحقيق الممكن منه ... "
هي تحية مني لرفيق الدرب وصناع الحلم وبعض المندسين والمجهولين" عمر – همام – محمد – عوض – حسام

مدير التحرير - الساحل السوري - زمان الوصل
(126)    هل أعجبتك المقالة (108)

فتحي بيوض

2013-06-08

تسلم يا صديق تحرك فؤادي من مكانه.


2013-06-08

ستزدهر وتكبر " زمان الوصل" وتبقى منبراً للأحرار ما دام فيها أمثالك يا " الماغوط الثاني " كما يحب أن يسميك صديقنا " أبو زهدي" وما دام فيها أمثال الأستاذ فتحي بيوض والدكتور عوض وباقي العصابة والجنود المجهولين الذين تحدثت عنهم... تحياتي لك يا أستاذي وصديقي مدير التحرير... ومن القلب كل المحبة والوفاء لكادر زمان الوصل.


رمان

2013-06-08

احســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنتم.


أبو عمار

2013-06-08

" زمان الوصل " اسم لم أعرفه إلا كبيرا ... وبإذن الله سيكبر أكثر بصدق نواياكم وطموحاتكم الكبيرة شكرا لكم.


عربي

2013-06-08

ما دام في هذه الصحيفة أمثالكم فلا خوف عليها. الخوف ممن يدخل عليها بعدكم وتسمحون له مجاملة أو أدياً فيفسد وجها الجميل..


د. عوض السليمان

2013-06-08

تحية لك أستاذنا مديرَ التحرير على هذه المادة اللطيفة. لا ينكر متابع دورك الشخصي في ازدهار هذه الصحيفة. كما أحيي العزيز فتحي على صبره ومثابرته في سبيل تحسين الصحيفة ومكانتها. إن شاء الله سنحتفل كل عام بتقدم زمان الوصل واطراد نجاحاتها..


محمد الزهراوي

2013-06-09

تعرفت على زمان الوصل من فترة قصيرة من خلال الثورة , استطيع ان اقول أنكم استطعتم ان تصنعو تغييرا و تحدثون اثرا كبيرا على الثورة و الانتفاضه . شكرا لجميع فريق العمل..


عبد عرابي

2013-06-09

في مثل هذه المناسبة يرى المرء جزءاً صغيراً من سوريا المستقبل، حيث ينال كلّ مجتهد ثمرة جهده وليس بالضرورة مادّياً وحيث يكون التنافس الشريف على الوصول إلى الأحسن هدف الجميع، وحيث تجد أصحاب الكفاءات في المكان الصحيح، وحيث يجد الجميع فرصة ليقولوا رأيهم ويطرحوا وجهة نظرهم من غير طعن أوتجريح وحيث تكون الصحافة حقّاً سلطة رابعة . بوركت جهودكم وعام قادم من غير طاغية بإذن الله تعالى ..


التعليقات (8)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي