أن يكون لوسيلتك الإعلامية مراسل في سوريا التي يحكمها بشار الأسد، فهذا قد يكون من باب العلاقات العامة الجيدة لمالك تلك الوسلية مع النظام، أم أن تحظى وسيلتك الإعلامية بـ"شرف" دخول القصير "المحررة"، جنبا إلى جنب مع "المنار" والميادين" و"الإخبارية"، فهذا يعني أنك من "عظام الرقبة".
"BBC" لم تخيب ظن النظام، فبقيت طوال الثورة من "عظام رقبته"، وكذلك عندما دخلت القصير لتزف أنباء "الانتصار" بلكنة إنجليزية صرفة على لسان مراسلتها "ليز دوسيت"، التي اعترفت في أول تقريرها بأنها دخلت المدينة برفقة "الجيش السوري بعد ساعات من سيطرته على القصير".
وبعد رصدها لما أسمته احتفال القوات الحكومية الصاخب بالانتصار عبر إطلاق وابل الرصاص وترك العنان لأبواق السيارات، أوضحت مراسلة "BBC" أن الشوارع تعج بالدبابات والجنود، ولكن ما من أحد يريد التحدث إليها، ولكن المراسلة لم تيأس، فقد "تكرم" أحد المدنيين أخيرا وتحدث معها، موضحا أنه مع النظام الذي أنقذه من الإرهابيين.
قد لا تستطيع المراسلة الأجنبية تمييز شخص من آخر، ومعرفة إن كان شبيحا تابعا للنظام أم مدنيا لا ناقة له ولا جمل، لكن هل يعقل أن المراسلة لم تر البندقية التي ظهر رأسها من وراء نافذة السيارة وهي محمولة بيد الشبيح الذي يكلمها ويكاد أنفه يلامس أنفه لقربهما!
لقد اصطاد ناشطو الثورة السورية "BBC" أكثر من مرة وهي متلبسة بالجرم المشهود، لكن هذا الموقف كان من أشد مواقف تحيز القناة، ومن أكثرها تكذيبا للحياد والموضوعية والمهنية التي تقول "BBC" إنها مدرسة لهذه القيم والمبادئ.
بقي أن نعرف أن صفحات الناشطين فضحت هذا الشبيح بالاسم، مقرة بأنه من أهالي القصير، وواضعة دائرة حمراء على ماسورة بندقيته التي صورتها "BBC" بكل برود وكأنها كانت تصور "ماسورة ماء" كان يحملها مدني مسكين، سارع إلى ترميم منزله بعد أن حررته له "الحكومة الشرعية" من أيدي "الإرهابيين المجرمين".
ايثار عبدالحق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية