القصير وزواج المتعة بين التاريخ والجغرافيا
دخلت بواسل قواتنا المسلحة في وحل التاريخ من أوسخ بواباته اليوم عندما "طهرت" أو "حررت" حسب زعمها مدينة القصير، بالتزامن مع الذكرى السادسة والأربعين لنكسة حزيران، وما تبعها من صفقات "الأمان مقابل الجولان" و"حماية الحدود بعيداً عن روائح البارود"، وبالتالي البحث عن مزابل خارجية تعلن من قممها ديوك التنبيه التابعة للولي السفيه وكلاب الحراسة مقاومة الصياح وممانعة النباح !.
الحيرة تنهش وقت ابن الميماس كسائر أبناء سوريا، فهل يمكننا التساؤل فيما إذا كان التاريخ يعيد نفسه مع نكسة هي" أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهنّد"؟!.
سواء كان يعيد أولا يعيد نفسه، فإن للتاريخ علاقة جدلية بالجغرافيا، فصحيح أن "الجغرافيا في التاريخ أقوى من التاريخ في الجغرافيا" كما يقول محمود درويش لكن احتلال الأرض لا يمكن أن يؤدي إلى اختلال القناعة بأن هؤلاء من أصحاب المقاومة بالمساومة والممانعة بالمخادعة!
وسواء كانت العلاقة بين التاريخ والجغرافيا زواج متعة أو زواجاً نصرانياً، فإن قاعدة المصالح تقول إن"البقاء للأقوى"، لكن ما ينطبق على الأرض في القصير وعموم سوريا هي القاعدة نفسها لكن بلهجة أهلنا في دير الزور أي "البغاء للأقوى"!
وبالرغم من أدوار البغاء أو البقاء السياسي من أجل البقاء أو البغاء على الكراسي التي لعبها المقاومون والممانعون، فإن التاريخ والجغرافيا لن يحفظا للقوي قوته، فكسب معركة لا يعني حسم حرب، "وعلى الباغي تدور الدوائر" !
عاصي بن الميماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية