قرر النظام أن يرفع سعر اسطوانة الغاز إلى 1000 ليرة سورية، وأُعلن الخبر في تسريبات لأحد المواقع الإلكترونية، حتى الآن يبدو كل الخبر عادياً وما تلاه حتى من تشبيح على "قدري جميل" كنائب اقتصادي من قبل موالين لا يرون في البلاد إلا ارتفاع اسعارها أيضاً ليس بأمر ملفت للنظر.
الملفت أن الخبر حين نشره موقع "الاقتصادي" جاء فيه إن قدري جميل انسحب معترضاً من جلسة الحكومة التي رفع فيها سعر الإسطوانة المفقودة أصلاً والتي تباع بما يزيد عن ألفي ليرة سورية، الحقيقة أن الحكومة قدمت عرضاً مسرحياً بطله قدري جميل وبلا جمهور.
الذي حدث أن جميل وصل الى مقر الحكومة باكراً كوزير نشيط قبل بدء الجلسة، فأبلغه أحد كبار الموظفين بأن قراراً عالياً ينص على رفع سعر الحكومة التي عليها فقط أن توقع الحكومة، هنا غضب قدري غضباَ شديداً وهاج وماج في بناء رئاسة الوزراء، يدخل الكادر الحلقي رئيس الوزراء، ويتعارك مع قدري لما يزيد عن نصف ساعة، يحتد الخلاف ويهدد المعارض قدري بالاستقالة بوجه الحلقي الذي لا زال ممسكاً بزمام الامور...هنا بالذات وقبل ان يتطور الصراع بين الرجلين، يظهر على خشبة المسرح الوزارية المحنك وليد المعلم ويقدم اقتراحاً ومخرجاً ونصاً يلقى قبولاً من بقية الممثلين الأبطال.
تبدأ الجلسة، يجلس الحلقي وقدري وبقية الوزرء كل في مكانه، بعد أن حفظ قدري والحلقي النص الذي قدمه المعلم، تناقش البنود بنداً بنداً بإجماع المجلس كالعادة، يصل الحلقي إلى بند رفع إسطوانة الغاز، هنا يطرق الحلقي الرأس ويميل نحو اليمين حيث يجلس قدري، تلتقي العيون، الحلقي ينظر إلى قدري ويغمزه، يقف قدري ويغادر الجلسة ويقول لبقية الحاضرين أن لديه اجتماع حزبي معارض هام سيناقش اسقاط النظام سلمياً، يودع الحاضرين ويستأنف الأجتماع، المجلس يوافق على رفع سعر إسطوانة الغاز، الحبكة لم تكتمل بعد، فوفق الأنظمة النافذة، سيرسل القرار للجهة التنفيذية لتوقيعه من الوزير الذي هو قدري أيضاً "وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك" لكن المعلم ككاتب كبير لم يترك عقدة كهذه تفوته، فحين يصل القرار إلى الوزارة لن يوقع عليه قدري بل معاونه، وهذا ما كان.
الحلقي يغمز قدري, والغاز بألف ... عامر محمد

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية