أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"التسيب" يطغى على امتحانات الثانوية، وتحذيرات من بكالوريا "مضروبة"

تلقت "زمان الوصل" شهادات من معلمين يتولون مراقبة امتحانات الشهادة الثانوية توضح مدى "التسيب" والفوضى التي وصلت إليها حال هذه الامتحانات، محذرين من أن تفقد الشهادة الثانوية السورية ما تبقى لها من مصداقية.

وخلافا لما تعلنه وزارة التربية في حكومة بشار الأسد من سير الامتحانات بشكل جيد، فإن ما قصه مراقبون يشير إلى انتشار أجواء لاتمت إلى الامتحانات بصلة، ومن ذلك تكاثر استخدام وسائل الغش بشكل غير مسبوق، واللجوء إليها بشكل مكشوف ينم عن استهتار بالمراقب وسلطته، فضلا عن القيام بسلوكات محظورة من قبيل التدخين في قاعات الامتحان.

ولم تقف الأمور عند هذا الحد، حيث كشف مراقبون عن تلقيهم تهديدات صريحة، تنبهم إلى ضرورة التزام "الحياد" وعدم اتخاذ أي إجراء تجاه من يغشون، وإلا تعرضوا (المراقبون) للإيذاء.

وعلى هذا الأساس، بات كثير من المراقبين بين مطرقة الضمير وسندان الخوف على أنفسهم، وقد اختار بعضهم بالفعل أن يساير مهدديه "لأن الزلمة صار حقه فشكة في سوريا"، حسب ما يقال، وهكذا تحول هؤلاء إلى شهود زور، أو مجرد مكمل من مكملات القاعة الامتحانية، ليخلو الجو لكل غاش وغاشة.

وعطفا على هذا التدهور، بات التحذير من أن تكون شهادة الثانوية السورية لهذا العام "مضروبة"، أي فاقدة الشرعية حكما رغم أنها غير مزورة، بل إن هناك من يسخر معتبرا أن نسبة النجاح في الثانوية السورية ربما تعادل نسبة الاستفتاءات التي يجيرها النظام، أي 99.9%.

وما زاد الطين بلة، حسب رأي المراقبين أن أكثرهم يذهب إلى المراقبة في مناطق التوتر بدون رغبة منهم، ولولا "تهديد" التربية لهم بأن تحرمهم من كل رواتبهم وتعويضاتهم التي يستحقونها خلال الفترة الصيفية.. وهكذا فقد اجتمعت عوامل كثيرة على المراقب جعلته "محطما" وغير مهتم بما أوكل إليه كما ينبغي، بل ربما "مطنشا" إلى أبعد الحدود وكأن أمر الغش لا يعنيه إطلاقا.

ورأى مصدر مهتم بالشأن التربوي أن النظام اختار التضحية بما تبقى للثانوية السورية من مصداقية، رغم أن ظروف انعدام الأمن تفرض إيقاف أي امتحانات، أولا منعا لوقوع الظلم على نسبة كبيرة ممن لا يستطيعون الالتحاق بها، وقد اعترفت وزارة التربية أن أكثر من 25% من التلاميذ لم يستطيعوا التقدم لامتحانات شهادة التعليم الأساسي التي انقضت قل أيام.

وثانيا، لأن "التشبيح" امتد بشكل مرعب إلى قطاع الامتحانات، وصار كل من هب ودب يهدد دون أن يستطيع المراقب تجاهل أي تهديد مهما صغر.

ولفت المصدر إلى أن النظام يعلم بكل هذه الثغرات الفادحة، ولكنه لم يكن ليجمد الامتحانات أو يلغيها، لأنه لن يجد فرصة أفضل من هذه لإشعار السوريين بوجوده وحاجتهم إليه، لاسيما أن ملف الامتحانات يخص ويمس ملايين السوريين، بغض النظر عن اتجاههم، سواء كان مؤيدا أم معارضا، فالتعليم لدى النسبة العظمى لم يعد ترفا بل هو قضية جوهرية من الصعب التساهل فيها، ومن هنا مضى كثير من طلاب المدارس والجامعات في دراستهم طوال السنتين الماضيتين، رغم ما اعترضهم ويعترضهم من تحديات وتهديدات.

إيثار عبد الحق - زمان الوصل
(121)    هل أعجبتك المقالة (168)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي