لا أعرف إن كان يمكننا وصف ما يجري بتركيا عموماً وفي اسطنبول على وجه التحديد "ربيعاً " رغم أن شروط الربيع العربي لا تنطبق هنا، إن لجهة ديكتاتورية النظام، فهنا منتخب والديمقراطية مشهود لها دولياً، أم حتى لجهة دخل الفرد وتأمين فرص العمل والضمان الاجتماعي، أو حتى الحريات المتاحة للإعلام والتنظيمات السياسية والنوادي الاجتماعية.
ولكن في المقابل ثمة من يقول أن حزب العدالة والتنمية يسعى لنقل تركيا إلى "الإسلام" وإنكار عنها العلمانية التي تتغنى بها منذ تأسست في عشرينيات القرن الماضي أيام الزعيم مصطفى كمال أتاتورك.
اليوم، بدأت ملامح الاحتجاجات تأخذ طابعاً تعددياً، فتارة يقدم المحتجون المحافظة على معالم الدولة التركية"بناء تجاري في حديقة تقسيم" حجة، وأخرى يحتجون على "أسلمة الدولة" ويستشهدون بقانون منع الإعلان عن المشروبات الروحية، ولكن في المحصلة باتت ساحة تقسيم"ميدان تحرير جديد، وخاصة بعد انسحاب البوليس ليل السبت وبدأ الاعتصام وربما بناء خيم، لأن المناخ الداخلي مؤات وثمة داعمين، وعلى رأسهم حزب الشعب التركي اليساري، لتأخذ الاحتجاجات طابع الديمومة والتصعيد، وخاصة ريثما تنتهي انتخابات بلدية اسطنبول وتعطيل المشروع العمراني الذي أقرته الحكومة.
قبل التطرق لما يسمى هنا 17 كذبة، قد يكون من الضرورة التطرق لما يقال هنا، تأجيج المشاعر المذهبية، لأن الجسر الثالث على خليج البوسفور سميّ باسم"سليم الصاعقة " وهو القائد التركي الذي أجهز على حلم الصفويين ودولتهم في معركة "جالديران" .
نشرت وسائل تواصل اجتماعي تركية تطلق على نفسها محايدة 17 كذبة روجها البعض لتأجيج التظاهرات ومن ثم نقلها موقع "ميديا رادارا" التركي.
1- نُشر بأن ابن رئيس مجلس الأمة التركي الكبير شريك بمركز التسوق الذي سينشئ في الحديقة، وهذا لم يثبت رغم التحقيقات.
2- الضحية المصورة على أن مجنزرة للشرطة دهستها هي صورة قديمة لحادث قارب وقع في بلد أجنبي.
3- قطع الاتصالات، لم تقطع والجميع كان يكتب وينشر من الساحة.
4- استقالة آلاف من عناصر الشرطة، المستقيلون بلغوا في حدهم الأقصى خمسة.
5- عزل مدير أمن اسطنبول. كذب الخبر بنفسه.
6- استخدمت الشرطة الرصاص الحي. (أين الضحايا؟) .
7- موت المواطن جان قاراقاش: الشخص المنشورة صورته في الفيدو حي، واسمه كرم جان قاراقاش، وكرم جان ميت منذ زمن بحادث مرور وهذا مسجل في القيود.
8- شرطي يوجه غاز الفلفل إلى كلب. (الصورة من إيطاليا، وأجري عليها فوتومونتاج)
9- وضع اليد على سيارة رصد مصفحة للشركة صاحبة المشروع!
10- خلط الماء الذي رشته الشرطة على الناس بمواد كيماوية!
11- فتح حسابات موازية للقنوات الإخبارية. فتحت حسابات كثيرة باسم القنوات، ونشرت فيها أخبار تحريضية.
12- نشر خبر بأن استمرار الاحتجاجات 48 ساعة يجعل المحكمة الدستورية تسقط الحكومة. (لا يوجد مستند قانوني لهذا الكلام، الغاية منه استمرار الاحتجاجات) .
13- استخدام غاز البرتقال. (غاز البرتقال من الأسلحة المحرمة دولياً وفق الأمم المتحدة، وانعكاساته خطيرة حتى على مستخدمه) .
14- كثير من الأخبار أسندت إلى السي إن إن، وهي في الحقيقة تعليقات القراء.
15- نشر صور ماراتون 2012 على جسر البوسفور على أنها للمتظاهرين.
16- فصل سي إن إن تورك عن السي إن إن الدولية لأنها لم تنشر الأحداث.
17- هجوم المحتجين على المحجبات.
ولكن، ورغم تفنيد هذه "الأكاذيب" مازال المحتجون يتوافدون إلى ميدان تقسيم والشوارع المؤدية، وقد سجلت العديد من مشاهدات الإيذاء بالممتلكات وكسر واجهات المحال والمنشآت والكتابة التحريضية، وعلى وجه التحديد في "البوليفار" شارع الاستقلال وعلقت أعلام ولافتات في ميدان تقسيم وعلى نصب أتاتورك الشهير وسط الميدان وكتبت عبارات قيل أنها تحريضية واستفزازية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية