إلى عراعير أسطنبول مع "الحسد وضيقة العين"

أعتقد أنَّ من رآني، في شارع (عثمان بيه) أثناء مظاهرة يوم السبت، ظنَّ أني من مؤيدي أردوغان، لابل من شبيحته.. فكل من في الشارع كان يهلل ويصفق بمن فيهم صديقي السوري الذي كان يهلل مثل "الأطرش بالزفة" كونه لا يفهم ولا كلمة من الهتافات التي يصفق لها.
في حين كنت أوزع نظراتي الحاقدة على المتظاهرين، و أشعر أنهم يتقصدون إغاظتي بالمبالغة في قطعهم للطرقات وإشهار أصابعهم الوسطى للشرطة، دون أن يفكروا ولو للحظة أن من هرب من القمع لن يستوعب أن الحرية التي يتمتعون بها، لاتعجبهم، وأنهم يطالبون بالمزيد منها!!
أعترف أني كنت أشعر، بحقدِ (المنحبكجية) على المتظاهرين.. غضبت من الأغنيات، تمنيت مصادرة الموبايلات المشهورة بوجه شرطة مكافحة الشغب، لأنها ذكرتني بأن هذا التصرف جريمة تستحق الموت تحت التعذيب في سوريا.
"حسد وضيقة العين" قلت لصديقي الذي استغرب عدم استمتاعي بالحرية على حد تعبيره.. وكان رده متواطئاً مع حسدي، قائلاً: لو تركَنا بشار الأسد، كما يفعل اليوم أردوغان نتظاهر بحرية وأمان لما هدأت ميادين وساحات سوريا غناءً ورقصاً.. فبرأي صديقي -الذي لم أعرف، إن كانت سعادته بالحرية، أم بجمال المتظاهرات- أن مطالب السوريين كانت ستتوقف عند حرية التظاهر"لا نريد أكثر من ذلك" قالها وهو يحدق بشرطي يعطي ليمونة لمتظاهر أزعجه الغاز المسيل للدموع.
للعلم فقط وأنا أكتب هذه الكلمات بدأت حفلات طرق "الطناجر" الليلية، وأنا وحدي من يتهم الجيران بالعرعرة، لأن الجميع نزلوا إلى الشارع بصحبة "الطناجر".
لمى شماس - اسطنبول (تركيا) - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية