أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الثورة ودهليز السياسة ... مجد الدين الحريري


ما يحدث في دهاليز السياسة فيما يتعلق بالثورة السورية من الأهمية بمكان إذ ما يدور بالعلن غير ما يخطط له بالخفاء .
فالمعلن أن لابد من رحيل بشار الأسد وليس له أي دور في المرحلة القادمة وتشكيل حكومة واسعة الصلاحيات بما فيها الدفاع والداخلية والعدل للمعارضة........... في حين ما يجري في الدهاليز هو ما اتفقت عليه روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بما عرف وثيقة ولافروف – كيري والتي ستكون محور الحوار مع تحفظي على هذه الكلمة لأنه يجب أن يكون تفاوضا وليس حوارا ، في جنيف2 وبالتالي النتيجة هي أن يبقى الحوار مفتوحا حتى انتهاء ولاية بشار الأسد والغاية من ذلك هو الحفاظ على بشار الأسد بأن لا يظهر بأنه مغلوب وبنفس الوقت عدم انتصار الثورة لأهداف عديدة أهمها الجميع متفق على تدمير سورية بشرا وحجرا حماية وتحقيقا لما يسمى أمن إسرائيل.
وقد ساعدت أسباب عدة على ذلك منها تتعلق بالنظام وأخرى بالمعارضة سواء السياسية أو العسكرية .
على صعيد النظام :
منذ اللحظة الأولى للثورة عمل النظام جاهدا على إفشالها بشتى الوسائل المتاحة العسكرية والسياسية فقد استخدم السلاح بمختلف صنوفها الفتاكة للقضاء على الثورة وقد ساعدته بذلك روسيا وإيران وحزب الله الذين مدوه بالمال والسلاح والمقاتلين فضلا على دور روسيا والصين في مجلس الأمن باستخدام الفيتو ضد أي قرار يدين النظام أو يحول دون فرض قرار ملزم تحت الفصل السابع.بتغطية كاملة ومباركة من الكيان الصهيوني إضافة إلى دور النظام في ممارسة العهر السياسي عن طريق تكذيب الواقع وقلب الحقائق وإنتاج وتصنيع معارضة على مقاسها ليتلاعب بها كيفما شاء واستخدامها كحجر شطرنج من أجل شرخ صفوف المعارضة عبر تصنيفها وفق رؤيته هو معارضة وطنية وأخرى غير وطنية ولا زال مستمرا بهذه اللعبة حتى اليوم مما زاد من اختراقه للمعارضة وشقها وشرذمتها كل ذلك من خلال تصويره للأمور ولما يجري في سورية من أحداث ليس ثورة وإنما عبارة عن مجموعات إرهابية مرتبطة بالخارج وبتنظيم القاعدة وقد عزز من نظرته هذه تصريح الجولاني زعيم جبهة النصرة من إعلانه بارتباطه ومبايعته لزعيم تنظيم القاعدة حيث جاء هذا التصريح والثوار يصنعون تقدما ونصرا ملحوظا على الأرض
أما على صعيد المعارضة .:
فقد نجح النظام باختراق صفوفها وتشتيت رؤيتها وحرفها عن هدفها في نصرت الثورة وتحقيق أهدافها وإلهاءها بمواضيع ثانوية كتوسيع الائتلاف تشكيل حكومة مؤقتة مما خلق جوا من النزاعات بين المعارضة بين مؤيد للتوسيع ولتشكيل الحكومة وبين رافض لذلك والمحاصصة وتناسوا الهدف الأساسي وهو نصرة الثورة ووقف القتل وعون المهجرين ومساعدتهم في ظل استمرار النظام وأعوانه بالقتل والتدمير والتهجير فضلا عن الكشف عن بعض الأسماء المسيطرة والمهيمنة على الائتلاف ومن قبله المجلس الوطني التي تمتلك ألوية مسلحة على الأرض تمارس من خلالها عمليات التشبيح من أجل جمع الأموال واكتنازها على حساب دم الشهداء التي تنزف بشكل يومي .
كل ذلك يتم بمشاركة دول ومساهمتها في استمرار هذا الوضع ( مكانك راوح ) لا غالب ولا مغلوب وهو ما عبر عنه بعدم مقدرة أي طرف على الحسم لمصلحته . وبالتالي فرض ما اتفقت عليه روسية والولايات المتحدة الأمريكية ( وثيقة ولافروف – كيري )والتي ستكون أساس مؤتمر جنيف2 . الذي زاد الشرخ بين المعارضة .

بين انقسام المعارضة وتعنت النظام وازدياد دمويته واستمراره في سياسية القتل والتدمير وتوافق الدول العربية والإسلامية وروسيا والولايات المتحدة الأميركية والصين بمباركة صهيونية فيما بينها لا شيء يلوح في الأفق إلا القتل والتدمير وازدياد أعداد المهجرين في ظل معاناة وظروف سيئة يعيشونها في المخيمات وغياب الحل السياسي وتأخر الثورة بتحقيق أهدافها وتحول المعارضة إلى جزء من المشكلة بدلا من أن تكون صانعة للحل .
كل ذلك يوصلنا إلى الحقائق الملموسة ، التالية :

1 – النظام والمعارضة وجهان لعملة واحدة ( القتل والاستبداد ) .
2 – النظام والمعارضة وأمراء الحرب وعهراء السياسة العربية والإسلامية والدولية ولصوص الإغاثة لا يريدون للثورة أن تنتصر .
3 – أصبحت الثورة بمواجهة مع النظام والفساد المستشري بالمعارضة حتى العظم ومع المجتمع الدولي .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد كل ما تقدم:هل أدرك الشعب السوري والحراك الثوري هذه الحقائق أم لا ؟؟!!.

(97)    هل أعجبتك المقالة (98)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي