أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أخر صرعات النظام السوري.. السياحة الدينية... فاطمة ياسين

هي السياحة الدينية إذاً..... تلك التي هب وزير خارجية النظام السوري صاحب الجملة الشهيرة "تضحكون على مَن؟ " إلى العراق بشكل مفاجئ ليروج لها، فالزيارة ليست لطلب الدعم الاقتصادي والسياسي أو العسكري (لا سمح الله) فسوريا التي انفتقت حناجر حلفائها من المحللين الاستراتيجيين والعسكريين (من أمثال ناصر قنديل وأمين حطيط) وهم يصيحون بأنها تملك جيشاً قوياً يستطيع وحده هزيمة أقوى جيوش العالم، وأنها لم تستخدم بعد إلا 20% من جيشها في القتال، تدعونا إلى التساؤل عن سبب انتشار مقاتلي حزب الله للقتال في الداخل السوري،  وعن مبررات وجود قوات من النخبة الإيرانيين في مباني أجهزة المخابرات في دمشق وغيرها، وعن دواعي استقدام العصابات العراقية للسياحة والاستجمام في محافظات سوريا، وخاصةً أنه وفي خط معاكس لهذه الدعايات الفارغة  اعترف (السيد) حسن نصر الله بالأمس بإرسال أتباعه للقتال في  سورية تحت حجج مختلفة.. وفي هذا الاعتراف إنهاء لفصل دامٍ في الثورة السورية، وبداية لفصل آخر من الصراع يحمل لنا اعترافاً واضحاً بعجز النظام وجيشه من المجرمين والشبيحة عن السيطرة على البلاد، وإنهاءً للدعاية الساذجة التي استهلكها أزلام النظام مراراً وتكراراُ على الشاشات التلفزيونية بأننا لا زلنا أقوياء ومازال لدينا الكثير. 

هنا رسمت المرحلة الجديدة ملامحها بقوة فاليوم المهمة التي أُنيطت بالجيش الحر هي قتال كل ذاك التكتل الطائفي الذي استغرق بناؤه سنين طويلة واستنزف من موارد ورفاهية سكان المناطق الذين ابتلاهم الله بوجود هذا التكتل فوق أراضيهم الكثير.

مهمة الجيش الحر التخلص منهم وسط صمت وتردد دولي بتسليحه أو مساعدته أو حتى فعل أي شيء من شأنه إيقاف تدفق تلك القوى  والأحزاب الخارجية عن الدخول لقتال الشعب السوري.

لم يعد من داعٍ بعد اليوم لتغطية زيارات مسؤولي النظام السوري إلى الدول الحليفة تحت ذرائع التحضير لمؤتمر كذا أو التجهيز لخطة جديدة تحمل حلاً للسوريين وتخلصهم من العنف الذي لم يتوقف منذ أكثر من سنتين على أراضيهم، فليكن وليد المعلم وفيصل المقداد صريحين واضحين، كصراحة حليفهم في لبنان، وليقولوا إنهم يسعون وسيسعون بكل ما يستطيعون لاستحضار أي جندي أو طلقة من الخارج ليقاتلوا بها الشعب السوري الذي لن تمنعه كل قوى العالم عن الاستمرار في ثورته، ولن تستطيع كل البارجات الروسية وشحنات السلاح والمقاتلين إنعاش تلك الجثة التي تسمي نفسها النظام السوري  وإعادة هيكلتها وإبقائها في الحكم بالشكل الذي كانت عليه في السابق ولمدة عقود.

(119)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي