من أنطوان لحد لحسن نصر الله حدان متغيران ومعادلة ثابتة ..."فض الاشتباك"
هناك أدوات لكل دخيل يؤدون المهام القذرة دون أن ينكشفوا بالضرورة على الأقل ساعة الوقت . إسرائيل أوجدت نفسها لا لتبقى بل لتكون واحة الأمن والاستقرار في المنطقة ...وبأي ثمن. لا مانع عندها من البعبعة والجعجعة عليها لكن دون أفعال وقد صار غير قابل للنقاش حربا 67 و تلتها 73 التي وإن خُرِج فيها أو بعض فصولها فقط عن اللعبة من قبيل المغامرة المحسوبة لكنها في المحصلة أمنت فض الاشتباك ثم كامب ديفد وما ترتب عليهما من تكريس إسرائيل كأمر واقع, و الأهم : حصر الحق في وكيل حصري في التعاوي معها و تعاوي فقط للأسد ومن معه وإقصاء الفلسطينيين أنفسهم ممثلين بمنظمة التحرير التي رضخت لشروط اللعبة في النهاية بعد رأت أن الأسد وإسرائيل أمر واقع .رغم أنه عام 79طرأت قوة جديدة في الشرق محل القوة القديمة مضمونها التماهي مع إسرائيل لكن ليس بالحلف لكن بالعداء فهو "أقل كلفة" بعد أن كلفت طبخة كامب ديفد الغرب الكثير من المال؛ أقصد طبعا استبدال الشاه بالحاخام شاه الخميني.
وعودة للعنوان .... أمنت إسرائيل حدودها الشرقية باخراج فتح من هناك نحو لبنان القابل لّـ"اللبننة" التي لا حدود لها بشكل يسمح بتصفية الجميع وإبقاء وكلاء الوكيل في "التعامل" بقضية فلسطين وإسرائيل . في البداية استعملت إسرائيل سعد حداد انطوان لحد إيلي حبيقة نبيه بري... لكنهم جميعا "مرحليون" واحترقوا بسرعة باستثناء جيش لبنان الجنوبي ولا بد من رجل استراتيجي ...هناك رجل شيعي كان من أمل ثم انتقل لحزب الله ...أقصى مؤسسيه على رأسهم صبحي الطفيلي ...مهد له بإخفاء زعيم الشيعة موسى الصدر بعد أن أدى دوره باعتبار العلويين جزءا من الشيعة...قمعت كل المرجعيات أو همشت كآية الله محمد حسين فضل الله الذي كان يسعى لتأسيس حوزة شيعية عروبية بعيدا عن قم المتحكمة بالنجف ...وأصبح قرار الشيعة كله بيد حسن نصرالله المؤتمر بأمر الولي الفقيه وقد لُمَع بعناية عبر سلسلة من الانسحابات الاسرائيلية المدروسة بشكل يوحي بنصره عليها و الذي "عجز" عنه الجميع من بينهم أنصاف الرجال خاصة بشار .
لقد صدق الجميع أسطورة حزب الله بينما قلة من السوريين واللبنانيين كانوا يعرفون انه "اللمسة النهائية" لمنظومة كان فيها سعد حداد وأنطوان لحد حجر البداية مهمتها حراسة إسرائيل بالمجان . كل كذاب دائما يتهم غيره بصفات نفسه ...لقد اعتبر نصر الله أن الثورة السورية من فوضى الغرب الخلاقة التي حلقته أولا و قبل الجميع , ثم تصرف عكس زعمه فلم يحيد نفسه تاركا الفوضى تأخذ مجراها في سورية لصالحه كما زعم أنها خدمته في اليمن وتونس وليبيا ومصر بل وقف بكل قوته ومن البداية لجانب الأسد, وراح يتورط أكثر في كل تصاعد للثورة أمره تجاوز التورط للانهماك .... حتى لم يبق لدخوله في الثورة السورية وصف إذ أنه يقاتل اليوم في القصير ورجال الأسد يراقبونه وهم قاعدون! .
لقد خسر نصرالله كل شيء فضلا عن سمعته كممانع ومقاوم صاحب انتصارات ..دمار لبنان مرارا والذي لن يتسامح معه أحد في حال تكراره..نخبة جنوده و قواده الذين كانوا يؤسرون ويحتجزون بمراكز خمس نجوم في اسرائيل ويعادون بمثل ما ودعوا بحفاوة وتكريم ....الآن يقتلون في معارك حقيقية في سوريا بشكل بكشف أكاذيبهم حول انتصاراتهم على الكيان الصهيوني وأكثر من ذلك تناوشه مع الكيان الصهيوني مقاومة ومع السنة اسمه جهاد أي أنه قدم الاثبات لمن يدعي أن عدو الشيعة هم السنة ولا أحد آخر.
كان أمله أن يحين موعد مؤتمر أصدقاء سورية و عيد "التحرير" واجتماع لافروف كيري وقد أخذ القصير فيكون أمر التقسيم صار واقعا لكنه لم يحصل شيئا وقد دحرت هجماته المتتالية ونجح الثوار المدافعون عنها بامتصاص كل نوجات الهجوم ..تماما كما حصل مع الخميني في حرب السنوات الثماني وأراد فرض أمر واقع على مؤتمر القمة الاسلامي باحتلال البصرة .... لكن عيد "التحرير" جاء ولم يتقدم شبرا في القصير وقبله اجتمع المؤتمرون في عمان ..لقد خطب نصرالله اليوم وهو بادي التوتر تخلى عن معزوفة حماية الشيعة ومراقدهم وعاد لتسويق بضاعة فلسطين والأقصى والحفر تحته وغزة التي يمر طريقها من القصير شمالا لجبل الزاوية واعزاز التي لا زال ابن أخته أسيرا فيها مع رئيس قوات استطلاعه وإمداده.....!!.لقد دعا كذلك خصومه ليجابهوه في القصير ويحيدوا لبنان !لم أفهم ما المنطق في ذلك والذي "حشر" القصير في خصوماته بدلا من كفرشوبا التي عليه أن يتاجر بها بجانب فلسطين ...! لكن الجواب أتى سريعا باطلاق كاتوشين او كرادين لا يهم من حارة جنبلاط إلى حارته على موقع تم فيه توافقات ما في حل الأزمة اللبنانية في مسعى يحمل بغباء بصماته في ضرب السلم الاهلي تنفيذا لرغبة ايران بجر لبنان للهيب من جديد.
لقد عاد نصر الله ليخرج خارطة فلسطين التي هرأها الأسد وعبد الناصر منذ زمن بعيد ....عندما يتحدث زعيم عن فلسطين فهذا يعني أنه يكذب ويعرف نفسه يكذب ويعرف أن الآخرين يعرفون أنه يعرفهم يعرفونه يكذب ,لكنه مصر على المضي للنهاية فيما اقتحمه وأقحم من معه ومن ضده فيه.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية