فرض طلاب السويداء وجودهم بقوة في الحراك الثوري المدني منذ بداية الثورة وحتّى اليوم، وذلك من خلال دقتهم في تنظيم صفوفهم بمظاهرات واعتصامات داخل المدارس وخارجها وغيرها من النشاطات المدنية الثورية الّتى عجز عنها بشكلِ أو باّخر باقي الشرائح الاجتماعية في المحافظة حتى أصبح حراكهم الطلابي أهم سمات المدنية التي تتصف فيها السويداء عبر وسائل الإعلام.
ويعزو بعض الناشطين أن من الأسباب المهمة التي دفعت إلى تقدم الطلاب في حراكهم يعود إلى (5- اّذار -2011) وهي بدايات انطلاق شرارة الثورة السورية حيث اعتقل الطالب الجامعي (حسن ناصر مهنا) البالغ من العمر عشرين عاماً مع مجموعة من رفاقه من قرية ام الزيتون في السويداء عندما قاموا بكتابة بعض الشعارات على طريق دمشق السويداء, وذلك قبيل اعتقال أطفال درعا بأيامٍ قليلة, وقد تعرض حسن ناصر مهنا لشتى أنواع التعذيب, ومن ثم أطلق سراحه في (24-اّذار) في اليوم التالي لإطلاق سراح أطفال درعا ويجهل الكثيرون هذه المعلومة بسبب التعتيم الإعلامي الكامل على عملية الاعتقال.
فمن حينها وإلى اليوم سجل طلاب السويداء أضخم المظاهرات سواء التي انطلقت من المدارس وخاصة مدرستي شكيب أرسلان وكمال عبيد، أو التي انطلقت من الجامعات السورية كعمل تشاركي جماعي بينهم وبين إخوتهم في مختلف المحافظات, و على الرغم من كل أساليب القمع التي مارسها عليهم النظام من خلال ملاحقتهم عن طريق اللجان الشعبية التي قامت برصد تحركاتهم داخل وخارج مؤسساتهم التعليمية وتسليم الناشطين منهم للسلطات الأمنية إلا أنّهم أثبتوا نجاحهم من خلال استمرارية نشاطهم وثباتهم بكل شجاعة على الساحة الثورية.
*من حق الطالب أن يطالب
ولم يتوقف نشاط الطلبة على الاعتصامات والمظاهرات والكتابة على الجدران, وإنما تعدّاها إلى عملية تنظيمية أوسع وأشمل تنشط بالتنسيق مع باقي الهيئات والمنظمات التعليمية داخل سوريا وخارجها من خلال تشكيل اتحاد طلبة سوريا الأحرار –فرع السويداء والذي يعتبر أهم هيئة شكلت حتى الآن في السويداء، نظراً لوجودها الميداني القوي على الساحة ولعل أبرز مايقوم به اتحاد الطلبة الأحرار في المحافظة هو متابعة شؤون الطلاب ليس في السويداء وحسب، وإنما في كافة المناطق المشتعلة وذلك عن طريق تقديم ملخص توثيقي يومي للحراك الطلابي في سوريا متضمناً الانتهاكات التي يقوم بها النظام ضد الطلبة من (قتل متعمد,واعتقال. وفصل نهائي من كافة المدراس والجامعات السورية) ويعرض هذا الملخص على صفحتهم الالكترونية ليصل صوتهم إلى المعنيين بحماية حقوق الطلبة في مختلف أنحاء العالم.
و حسب رأي ناشطي المحافظة إنَّ اتحاد الطلبة الأحرار قد كللوا نجاحهم بالحملة التي أطلقت منذ أيام قليلة باسم (أنا طالب فمن حقي أن أطالب) والتي شملت تكثيفاً في حركهم السلمي الإبداعي من اعتصامات ومظاهرات ورسم على الجدارن وكتابة على المقاعد وتشويه صور رموز النظام وذلك من خلال عمل تشاركي جماعي بين مختلف طلاب المدارس والجامعات وكانت الحملة خلال فترة زمنية محددة عبر فيها الطلبة عن أهمية دورهم في بناء سوريا الجديدة.
وإن كان أكثر مايرعب النظام هذا الحراك المدني الراقي لكونه يصبغ الثورة بالصبغة المدنية فطلاب السويداء يؤكدون أن هذه الثورة هي ثورة الشباب السلمي المدني, ولاصوت يعلو صوتهم, وأنهم مستمرون في نضالهم مع رفاقهم بمختلف المحافظات حتى نيل الحرية وليكونوا جيلاً جديداً يليق بسوريا المستقبل.
إعتقال طالب قبيل أطفال درعا أوقد شرارة الحراك الطلابي السلمي في السويداء

سارة عبدالحي - السويداء - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية