أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مبادرة أحمد معاذ الخطيب العقيمة من استانبول ... قصي العامر

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله وآله ، وبعد:
أطلق رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب من استانبول بتاريخ 23 أيار 2013 مبادرته الجديدة كما نشرها على صفحته الشخصية على الفيس بوك تحت عنوان "مبادرة : ( ومَن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً )".
وهذه المبادرة يتضح عقمها من الأمور التالية:
زعم الخطيب بأن "هذه المبادرة سوريةُ المنبعِ والهدف" وكيف لها أن تكون كذلك وأهل الميدان من قادة الكتائب والمجالس المحلية في الداخل لم يتم استشارتهم في ذلك، فهم أدرى بما ينبغي أن يطرح من مبادرات.
ثم بعد ذلك "يدعو السلطة في سورية إلى تبنيها مَخرجاً من الكارثة الوطنية في بلدنا" وكأنه لم يعرف بعد حقيقة هذا النظام الإجرامي الذي عاث في البلد خراباً وفساداً، والذي لا يهمه سوى مصلحته حتى لو احترق البلد بكامله، وهذا ما يعبرون عنه دائماً بقولهم الأسد أو نحرق البلد.
ثم بعد ذلك "دعا المجتمع الدولي إلى رعايتها وضمان تنفيذها" وهل بليتنا إلا من هذا المجتمع الدولي المجرم الذي أصبح جزء من المشكلة في سوريا فهو الذي منع دخول السلاح للثوار، وبدأ يصنف بعض كتائب المجاهدين على أنهم إرهابيون ولم نسمع من الأمين العام للأمم المتحدة سوى عبارات القلق العقيمة، والعجيب هو ثقة الخطيب بهذا المجتمع الدولي المجرم.
يقول الخطيب في مبادرته "يغادر الرئيس الحالي البلاد، ومعه خمسمئة شخص ممن يختارهم مع عائلاتهم وأطفالهم إلى أي بلد يرغب باستضافتهم" لعل الخطيب لا يدرك بأن هذه العصابة ليست بحاجة لمبادرة لمغادرة البلاد ، وتحديد عدد معين يخرج معها، فهي لن تخرج من هذه البلاد حتى يقرع المجاهدين أبواب أوكارهم، ليفروا بعدها مع عائلاتهم إلى بلدان ليس لديها المانع من استضافتهم ومنع أي ملاحقة قضائيةً لهم، خصوصاً أن بحوزهتم المليارات من الأموال التي نهبوها.
إن المبادرات عادةً لا تأتي في حالة يكون فيها الطرف الخصم يشعر بأن زمام الأمور بيده، فنظام بشار أصبح متغطرساً بسبب ما يلقاه من دعم كبير من حلفائه بالرجال والعتاد، ولما يشاهده من تضييق على المجاهدين من قبل المجتمع الدولي، فهو يقوم بمحاصرة المدن كما هو حال القصير وحمص اليوم، فطائراته تقصف في كل المحافظات السورية، ويتبجح مسؤوليه كل يوم بأن بشار لن يرحل، هو دليل على ذلك، فبقاء هذا الطاغية مسيطر على بعض أحياء دمشق يشعره بأنه مازال ممسك بزمام المبادرة على الأرض، لذا لا بد من كسر هذه الإرادة أولاً، وإرغام أنفه في التراب.
تقول مبادرة الخطيب "يعطى رئيس الجمهورية الحالي بعد قبوله الانتقال السلمي للسلطة مدة شهر لإنهاء عملية تسليم كاملِ صلاحياتِه" يبدوا أن الخطيب لم يتعلم من الدروس بعد، فهو يريد أن يعطي المزيد من الوقت لهذا النظام الذي تعود اللعب على الوقت الذي تعطيه إياه المهل، لإلتقاط أنفاسه، وللقضاء على خصومه، فالغدر والخيانة هي من شيم هذه العصابة النصيرية حديثاً وقديماً، فليقرأ الخطيب تاريخ سوريا الحديث، وتاريخ الحركات الباطنية، ليعلم ما فعل حافظ الأسد في القريب، وما فعلته الحركات الباطنية في الماضي والحاضر.
لقد جاءت هذه المبادرة في وقت المعارك على أشدها، واستكلاب بشار وحلفائه على الشعب السوري على أشده، وتنفيذ المجازر البشعة في ازدياد، كل هذا يجعل من الأولوية في هذا الوقت، أن تسخر كل الإمكانيات لدعم المجاهدين على الأرض، لصد هذا العدوان الغاشم على المسلمين، وليس لمبادرات لا تغني ولا تسمن من جوع، تدل على عدم إدراك أصحابها لطبيعة هذا الواقع وهذه المعركة.
إن الخطيب بمبادرته هذه يجعل من نفسه أداة بيد الغرب لفرض الحلول التي يريدونها، شعر بذلك أم لم يشعر، فالغرب يحيك المؤامرات على هذا الشعب من أجل عدم تحقيق مطالبه وبقائه تحت سيطرة الغرب واليهود.
إن الخطيب لم يفهم بعد قاعدة "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" ، لذا لو جلس الخطيب في بيته لكان خير له واسلم.
هذا والله أعلم ، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[email protected]
.

(116)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي