أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بين "مرستي" و"القصير".. هل يتكرر سيناريو الهزيمة النكراء لمليشيا "حزب الله"؟

نقلت صحيفة "الرأي" الكويتية تقريرا يبرز تزايد اهتمام المحللين الأمريكيين بمشاركة مليشيا "حزب الله" في معارك القصير، ومدى إمكانية تعرض المليشيا لهزيمة نكراء كتلك التي أُلحقت بها في قرية لبنانية صغيرة من قضاء الشوف.

في مايو من العام 2008، تداعى نفر من الديبلوماسيين والمحللين الأميركيين إلى اجتماع عاجل في وزارة الخارجية وحاولوا تحديد موقع قرية لبنانية لم يكن معظمهم سمع باسمها، وهي "مرستي".

كيف تمكنت قرية لبنانية متواضعة من إلحاق هزيمة نكراء بما يسمى بـ "قوات النخبة" لمليشيا "حزب الله"؟ 
بادر أحد المحللين إلى القول إن "مقاتلي الغالبية الدرزية في تلك القرية معروف عنهم البأس في القتال"، فيما قال ثان إن "الحظ ربما لعب دورا أساسيا"، واعتبر ثالث أن "الطريق يصل إلى مرستي وينتهي هناك، ما يجعلها قرية نائية ويجعل القتال فيها مفاجأة لأي قوة غازية".

ومن المشاركين في الاجتماع من اعتبر أن "الارض كانت في مصلحة المدافعين عن قريتهم، وتاليا ضد مصلحة حزب الله". ختاما، تحدث أحد ابرز المحللين العسكريين الأميركيين وقال: "ربما حزب الله لا يتمتع بالقوة التي يدعيها".

منذ نهاية الحرب مع إسرائيل في صيف 2006 وواشنطن تراقب عن كثب وعبر أقمارها الاصطناعية، سرا وعلنا، إعادة "حزب الله" تدريب مقاتليه وتسليح نفسه. 

القوة الصاروخية للحزب جاءت دائما في صدارة الاهتمام الأميركي: نوعية الصواريخ التي يمتلكها والتي يحاول أن يحصل عليها من إيران عبر سوريا، وكذلك عدد المقاتلين في الحزب ممن تم تدريبهم في سوريا على استخدام هذه الصواريخ. في الدرجة الثانية، اهتمام أميركي متواصل بالجوانب الأخرى لقوة الحزب وعلاقته بإيران، ونفوذه داخل لبنان على المستويات المتعددة: الأمنية، ثم السياسية، فالاجتماعية. 

أما اهم ما تسعى واشنطن إلى رصده باستمرار فهو النشاط المالي للحزب، وخصوصا عبر القطاع المصرفي اللبناني وعبر الانتشار اللبناني حول العالم. وغالبا ما يتصدر موضوع ضرورة عزل "حزب الله" عن القطاع المصرفي اللبناني لقاءات الوفود الرسمية الأميركية التي تزور العاصمة اللبنانية وتلتقي المسؤولين فيها.

وفي الموضوع المالي كذلك، تعتقد واشنطن أن "حزب الله" يساعد طهران على تجاوز العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب نشاطاتها النووية، وهو ما يدفع الولايات المتحدة إلى المزيد من التشدد في مراقبة النشاط المصرفي للاثنين، أي "حزب الله" وايران، وحلفائهما في لبنان.

ويقول مراقبون أميركيون إنهم غالبا ما يرصدون التقارير حول نشاطات "حزب الله" العسكرية والسياسية، وكان أبرزها في الفترة الأخيرة الزيارة التي قام بها الأمين العام للحزب إلى ايران ولقائه مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي. 

كذلك، تقول هذه المصادر إنها تابعت التفسيرات التي أطلقها مسؤولون في "حزب الله" حول سبب الارتفاع في عدد الضحايا في صفوف مقاتلي الحزب أثناء الأيام الأولى لهجوم هؤلاء على القصير السورية، في محاولة لانتزاعها من أيدي الثوار السوريين.

المصادر نفسها تعتقد أن "حصر خسارة حزب الله هذا العدد المرتفع من مقاتليه بالألغام الارضية وحدها لا يكفي"، وأنه "لا بد من أن الثوار في القصير اعتمدوا مزيجا من الأساليب تتضمن الألغام الارضية، وقصف عبر المدفعية الخفيفة مثل الهاون، واستخدام القناصة، واللجوء إلى عمليات مطاردة كرّ وفرّ". 

على أن الانطباع العام السائد في العاصمة الأميركية هو أن الاعلام الموالي لبشار الاسد ولـ «حزب الله» بالغ في وصف سير المعارك لمصلحته. "ربما كانوا متأكدين من حسمهم المعركة ما دفعهم إلى الحديث مسبقا عن حسم لم يأت"، حسب المصادر الاميركية، "أو أنهم حاولوا استخدام الإعلام كجزء من الحرب النفسية ضد الثوار ومؤيديهم".

توني بدران كبير الباحثين في "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، قال: في الماضي، ربما بالغت عواصم العالم في تقدير قوة حزب الله القتالية، أو إنها كانت ببساطة مخطئة.

وتابع: حتى لو نجح الحزب في أخذ القصير، من غير الواضح من الذي سيبقيها تحت سيطرته، فهل يتحول إلى قوة احتلال لبنانية في حمص، ويبقي مقاتليه فيها، مع ضرورة المحافظة على خطوط الإمداد لهم من لبنان؟ 
هذه المشكلة، حسب بدران، "واجهتها قوات الأسد على مدى السنتين الماضيتين، إذ هي غالبا ما تنجح في الاستيلاء على مساحات من الأراضي من الثوار، ولكن ليس لديها العدد الكافي للمحافظة على هذه المساحات".
 
وأضاف: في وقت أرسل حزب الله المزيد من التعزيزات وقوات النخبة إلى سوريا، على إيران أن تقلق كيف ساهمت الأحداث في سوريا في إبراز ضعف القوة القتالية لهذا الحزب على يد الجيش السوري الحر، الذي كان يفترض أن ينجح حزب الله في القضاء عليه بسهولة. 

وختم بدران: إن كان الإيرانيون أساءوا تقدير قوة حزب الله في مواجهة خصم مثل الجيش السوري الحر، لا نعرف ما هي أدوات القوة الإيرانية الأخرى التي تسيء إيران في تقديرها كذلك.

زمان الوصل - صحف
(147)    هل أعجبتك المقالة (130)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي