يجتمع الآلاف من الناس في القرى الواقعة في جنوب سوريا، غير قادرين على اللجوء إلى الأردن بسبب انعدام الأمن على طول الحدود أو بسبب تدابير أمنية أردنية جديدة، حسبما ذكر بعضهم.
في بلدة نصيب، التي تبعد كيلومترين اثنين فقط عن واحد من 4 معابر حدودية بين الأردن وسوريا، يوجد 10 آلاف نازح ينتظرون فرصة لمغادرة سوريا، وفقاً لإمام القرية أبو عمر، الذي أضاف أن قوات الأمن الحكومية رحلت عن القرية منذ فترة طويلة.
ووفقاً لوكالة "إيرين" التابعة لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فإن توتراً شديداً يسود في المنطقة المحيطة ببلدة "نصيب"، التي يسمع سكانها صوت المدفعية الثقيلة، أعلى من أي وقت مضى.
وخلال الأشهر الأخيرة، تعرض محيط البلدة للقصف المدفعي أو نيران الأسلحة الخفيفة. وأكد أبو عمر أن صاروخاً سقط على البلدة يوم الخميس 23 مايو/أيار، ما تسبب في إصابات طفيفة.
وأفاد أيضاً أنه على الرغم من انعدام الأمن طوال الأسبوع الماضي، فقد أعادت السلطات الأردنية السوريين الذين حاولوا عبور الحدود، وأخبرهم مسؤولو الحدود أن المخابرات الأردنية ترفض دخول أي لاجئين في الوقت الحالي، باستثناء الحالات الطبية الطارئة.
لكن السلطات الأردنية تنفي إغلاق الحدود.
وقال أنمار الحمود، الناطق الإعلامي الأردني لشؤون اللاجئين، في تصريح لـ"إيرين"، إن "سياسة الأردن تجاه مساعدة السوريين لم تتغير".
وانخفض عدد السوريين الفارين إلى الأردن دون وثائق بشكل كبير في الأسبوع الماضي، من ما يصل إلى 2,500 يومياً إلى "صفر تقريباً"، وفقاً للموضية السامية لشؤون اللاجئين، ومع ذلك، أفاد الحمود أن ما بين 100 و150 سورياً يحملون جوازات سفر يدخلون يومياً عبر نقاط العبور الرسمية.
وقال أبو عمر إن نصيب، التي يبلغ عدد سكانها 10,800 نسمة، كانت معبراً حدودياً صغيراً قبل بدء الصراع السوري منذ عامين. لكن 5 آلاف من سكانها رحلوا أثناء النزاع، ليشغل منازلهم الآن ضعف هذا العدد من الأشخاص الذين نزحوا جرّاء أعمال العنف في مناطق أخرى من البلاد.
وأضاف أبو عمر أن 10 آلاف وافد إضافي، قدموا من مناطق بعيدة مثل محافظتي إدلب وحلب الشماليتين، وقد وصلوا الأسبوع الماضي ويشكلون ضغطاً على موارد القرية.
وكان النازحون يقيمون في تجمعات (ملاجئ جماعية) لمدة يوم أو يومين ثم يتابعون رحلتهم إلى المعبر، ولكن منذ أن تم إغلاق الحدود، أصبحوا يقيمون وينتظرون.. وتعيش بعض العائلات بين المساجد والشوارع، كما يروي أبو عمر.
وقد اعتاد السوريون خلال العامين الماضيين على العيش في ظروف الكفاف، وكذلك حال سكان نصيب الذين يتقاسمون منذ فترة طويلة ما لديهم مع الوافدين الجدد المحتاجين إلى مساعدة.
وقال أبو عمر إن الكميات القليلة من السلع التي كانت تأتي عبر الحدود الأردنية توقفت في الأسبوع الماضي، مما أدى إلى نقص المواد الغذائية والمياه في القرية.
وأضاف أن 24 مايو/أيار، هو أول يوم يتوفر فيه الطحين اللازم لصنع الخبز في القرية منذ أكثر من أسبوعين، وأن "ضروريات الحياة غير موجودة"، والمعونة الإنسانية الدولية لا تصل إلى هذا الجزء من البلاد.
وقالت وكالات الإغاثة إن انعدام الأمن في المنطقة الحدودية قد يمنع الناس من محاولة الوصول إلى الأردن.
وإضافة إلى السوريين العالقين في القرى الحدودية، لا يستطيع مئات الفلسطينيين مغادرة سوريا بسبب اللوائح الأردنية التي تحظر دخولهم إلى الأردن.
وفي قرية جملة التي تقع إلى الشرق من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، تقطعت السبل بنحو 300 لاجئ فلسطيني كانوا يحاولون مغادرة سوريا في ظروف صعبة.
ويقيم معظم هؤلاء الآن مع عائلات مضيفة، على الرغم من أن بعضهم تمكن من الوصول إلى القرى الأخرى واستئجار منازل، بينما لا يزال البعض الآخر بلا مأوى على الإطلاق.
فضلاً عن ذلك، فإن القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية إليهم محدودة بسبب المخاطر التي تعوق الوصول إلى المنطقة.
وأعلنت الأمم المتحدة سابقاً عن وجود 4.25 مليون نازح داخل سوريا، وتم تسجيل 1.5 مليون سوري آخرين كلاجئين في الدول المجاورة وشمال أفريقيا.
زمان الوصل - وكالات
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية