أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الثورة السورية والمآمرة الدولية .. قصي العامر

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول وآله ، وبعد:
إن من سنن هذه الحياة على الأرض، هو الصراع بين الحق والباطل، الصراع بين الإسلام والكفر، ولقد كانت أرض الشام مسرح لصراعات كثيرة بين أهل الإسلام وأهل الكفر، فمنذ عهد الرسول صلى الله عيه وسلم بدأت تلك الصراعات، حيث كانت أو معركة بين جيش الإسلام وجيش الصليبين في معركة مؤته، ثم تبعها في عهد الفتوحات الإسلامية التي خاضها الصحابة رضوان الله عليهم ضد الصليبين حتى تمكنوا من فتح بلاد الشام، ليحل فيها الحق والخير والعدل، ولكن مخططات الأعداء الحاقدة على الإسلام في الشام استمرت حتى القرن الرابع عشر الهجري وكان آخرها، مآمرة الطائفة النصيرية الباطنية على المسلمين في الشام، حيث خططوا بالفعل للسيطرة على الشام بمعونة الغرب، وتمكنوا من الوصول للحكم بشكل مباشر في عام 1970م ، من خلال الإنقلاب العسكري الذي نفذه الطاغية الهالك حافظ أسد، وبعدها غدت الشام مرتع للعصابات النصيرية ، تعيث في الشام نهب وقتلاً كيفما شائت، إلى أن جاءت الإنتفاضة الثانية للمسلمين في الشام على النصيرية في عهد الطاغية النصيري بشار الأسد، ولتعيد هذه الثورة أمجاد المسلمين في الشام، الذين كانوا نبراس للعلم والعدل والتطور ولقد شاهد العالم كله بطولات وتضحيات المجاهدين على أرض الشام، وكيف أحب الناس المجاهدين، لما قدموه لهذا الشعب المظلوم، حيث أسس المجاهدين الجمعيات الخيرية التي تقدم المساعدة للمحتاجين، ونشروا الوعي الشرعي والأمان وأقاموا المحاكم الشرعية التي تحكم بالعدل بين الناس، الذين افتقدوا هذا العدل طويلاً، إلا أن معسكر الشر لم يعجبه هذه الثورة الإسلامية المباركة، التي تسعى لإعادة الحق لأصحابه، لذا فهو يسعى للقضاء على الثورة الإسلامية المباركة في الشام.
لقد أذهلت الثورة السورية العالم بصمودها القوي في وجه هذا النظام النصيري المدعوم دولياً، بل وتقدمه المستمر على عدَّة جبهات، وتنامى أعداد المجاهدين على الأرض، لذا فإن أجراس الخطر الغربية قد قرعت، لتنبه معسكر الكفر أنه لابد من وضع حد لتنامي قوة هذه الجبهة الإسلامية في الشام، لذا فقد بدأت التحركات الدولية تبحث عن مخرج لهذه الأزمة، وبدأت تدعوا لحل سياسي تجتمع فيه المعارضة السياسية مع نظام بشار الأسد برعاية دولية، لوضع حل لهذه الأزمة، وضمان عدم خروج الثورة في سوريا عن نطاق السيطرة الغربية.
ولكي يضمن الغرب حدوث هذا الإتفاق بين الطرفين، فإنه سوف يمارس الضغط على كل طرف لإجباره على تقديم التنازلات والقبول باتفاقية تنهي الأزمة.
وعند قراءة التحركات الغربية اليوم، وسياسته المتبعة على مدى عشرات السِّنين في ضرب أي صحوة إسلامية تنشأ في أي بلد إسلامي، نجد أن الغرب سيتبع الطرق التالية:
- دعم محدود بالسلاح لبعض الكتائب في سوريا وذلك عند الحاجة للضغط على نظام بشار، وهذا واضح بتلميحاتهم المستمرة بإمكانية دعم المعارضة بالسلاح.
- منع دخول السلاح لكتائب الثوار، والضغط على أي دولة تدعم المعارضة بالسلاح أو تسهل دخول السلاح عن طريق أراضيها، وهذا كذلك عند الحاجة للضغط على كتائب الثوار لإجبارهم على قبول الحل السياسي.
- إبعاد بعض شخصيات النظام السيئة السمعة، وتشكيل حكومة مشتركة بين المعارضة والنظام.
- إبقاء الأجهزة الأمنية والعسكرية على حالها، مع استبعاد بعض الشخصيات القيادية فيها، لتكون الأمور أكثر قبولا من قبل المعارضة، وذلك لضمان إكمال مهمة هذه الأجهزة في حماية حدود دولة اليهود، ومنع قيام كيان أي دولة إسلامي حقيقي.
- تنفيذ عمليات إغتيال لبعض قيادات الكتائب المعارضة لهذه الاتفاقية، لتسهيل مهمة هذه العملية السياسية.
- ضرب كتائب المجاهدين في الشام، سواءاً كان بشكل مباشر من الغرب كإستخدام الطائرات بدون طيار، أو من خلال بعض كتائب الثورة السورية التي أسست لهذا الغرض، أومن التي يمكن خداعها وإقناعها بتنفيذ هذه المهمة القذرة.
إن الغرب أصبح يخشى من تنامي قوت المجاهدين في الشام، ويسعى للقضاء عليها وإنهائها كما سبق وأن فعل في البوسنة والهرسك والشيشان وأفغانستان.
إن ألاعيب الغرب وإدعائاتهم لإحلال السلام في سوريا ووقف نزيف الدعم قد تخدع بعض القيادات السياسية والعسكرية للمعارضة، مما يجعلهم ينجرون ورائها عن حسن نية، ثم يستخدمون فيما بعد لضرب كتائب المجاهدين، وتحقيق أهداف الغرب.
فهل يعي أهل الشام تلك المخطَّطات الغربية الحاقدة، التي تريد للمسلمين أن يبقوا بعيدين عن دينهم، وكذلك تابعين لسياسة الغرب، بعد أن كان المسلمون هم قادة الأمم.
يقول الله عز وجل: ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ( 30 ) سورة الأنفال ) .
نسأل الله عز وجل أن يحفظ أهل الشام، وأن يرد كيد الكافرين في نحورهم.
هذا والله أعلم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.

[email protected]

(96)    هل أعجبتك المقالة (96)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي