عائلة عمر تودع وحيدها.. قناص يُنهي حياة أصغر مراسل حرب سوري

استفاقت درعا البلد اليوم الثلاثاء على نبأ استشهاد عُمر هيثم قطيفان أصغر مراسل حرب في سوريا، بعد أن أودى بحياته قناص أرسل رصاصته باتجاه رأسه الصغير، الذي كان مشغولاً بتغطية معركة "الرماح العوالي" بدرعا البلد.
الطفل الوحيد لعائلته كان قد رفض مراراً الابتعاد عن العمل الإعلامي للثورة، كما امتنع عن النزوح مع عائلته إلى إحدى المناطق الآمنة خارج المدينة، لييأس والده من مطالباته المستمرة له بترك الكاميرا متمنيّاً له التوفيق ومتفاخراً به بين أقرانه، بعد أن أثبت شجاعته وإصراره اللذين قلّما نشاهد مثلهما لدى أطفال العالم أجمع.
التحق ابن الـ14 ربيعاً بالثورة السورية منذ اندلاعها في درعا، وكان يعمل في دكانٍ للمواد الغذائية الأمر الذي سهّل عليه الهرب من رقابة والديه والمشاركة في المظاهرات الحاشدة التي خرجت في كافة أنحاء درعا قبل تدميرها.
ويقول الناشط أحمد القطيفان الأسير (أبو جعفر الحوراني) ل"زمان الوصل" إنّ الطفل تردّد منذ بداية الثورة إلى أماكن تواجد الناشطين الإعلاميين طالباً العمل معهم، الأمر الذي لقي رفضاً شديداً وتأنيباً من المسؤولين عن التغطية الإعلامية للطفل بسبب صغر سنه، ولكن إصراره الشديد والخوف من أن يقوم بفعلٍ جنوني يودي بحياته دفعهم لتلبية رغبته بعد أيام كثيرة من الأخذ والرد.
طالب الصف التاسع (الثالث الإعدادي) لم يكن مراسلاً عادياً فبعد حصوله على الكاميرا، فمنذ البداية قام بجلب مقاطع مذهلة للناشطين تمتاز بالدقة وخطورة المواقع التي يتخذها عند التصوير، فاختص بمرافقة عناصر الجيش الحر وتغطية معاركهم، كما أنّ أحداً لم يستطع منعه من الذهاب لتغطية المعركة الأخيرة التي فقد حياته على إثرها.
اقتصر حلم الطفل الذي دُمّرت مدرسته بأن يصبح مراسلاً لقناة الجزيرة في المستقبل حتى أنّه كان يرتدي خلسةً السترة الخاصة بمراسل القناة نفسها محمد الحوراني الذي استشهد منذ أشهر بنيران قوات النظام السوري، ولكن رصاصة ذاك القناص بخّرت أحلامه.
ترك عمر فراغاً كبيراً لدى ثوار درعا الإعلاميين تحديداً الذين قطعوا وعداً على لسان زميله أبو جعفر الحوراني الذي قال: "رغم كلّ الجراح ورغم ما رأيناه من قسوة واستهداف للإعلامين لأنهم صوت الحق، ستبقى الكاميرا سلاحنا ولن ننسى شهداءنا، وسيبقى عمر أحد رموزنا، فهو لا يقلّ شجاعةً ورجولةً عن محمد الحوراني وغيره من عشرات الناشطين الأبطال".
جورج خوري - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية