مابال الأمن و"مسكليتات" الشوام؟

بدأت تنتشر مؤخراً موضة جديدة على حواجز الأمن الممسكة بأنفاس الدمشقيين، الدراجات الهوائية أو "المسكليتات" -وفق التعبير الشامي- ممنوعة!!

بحسب الناشط محمد الموجود منذ أيام في مدينة اسطنبول، بدأ رهاب الأمن من الدراجات الهوائية منذ مايقارب الشهر، والبداية كانت من حواجز منطقة البزورية في دمشق القديمة، إلا أن الأمر تطور وصار شبه معمم على حواجز العاصمة.

ويشير الناشط إلى أن سلطات النظام كعادتها لم تصدر قراراً رسمياً تعمم فيه منع الدراجات الهوائية، بل أن منع الدراجات قرره أحد جنود حاجز البزورية عندما أنزل رجلاً مسناً من على دراجته الهوائية وشتمه أمام المارة بسبب جرم قيادته لدراجة هوائية، بعد أن صادرها وقال له: "إذا بتمر من هون مرة تانية، رح اعتقلك"..ويضيف محمد: انسحب الشيخ من أمام الحاجز، وكأنه يترك مشهداً مسرحياً لا علاقة له به.. لأن الرجل الذي انتهكت كرامته أمام الجميع لا يشبهه..ويتابع: وكذلك فعلنا نحن "المتفرجين" لأن أولئك الذين تابعوا مشهد إهانة شيخ كبير في السن، دون أن يتدخلوا لا يشبهوننا أيضاً.. 

ويوضح محمد أن الجميع تفاجأ بأنه بعد عدة أيام مُنعت الدراجات الهوائية من المرور إلى دمشق القديمة، ومن ثم صار راكب الدراجة مهدد بالاعتقال في أي شارع دمشقي..

يشير الناشط محمد إلى أن الأمن يكوّم الدراجات المصادرة في ساحة الفحامة وغيرها من ساحات العاصمة، ولا أحد يعرف مصير أصحابها، لأن الاعتقال أو الاكتفاء بالإهانة أمر يرجع لمزاج الجندي.

وفي محاولة لمعرفة سبب حقد الحواجز على الدراجات الهوائية، سألنا الناشط إن توجس الحواجز ناتج عن خوفها من إمكانية تفخيخ الدراجات، فأكد لنا أن حواجز دمشق صارت مزودة بأجهزة إلكترونية لكشف المتفجرات، وبالتالي لايوجد مبرر لهذا التصرف. 

وبحسب الناشط، بدأ سكان دمشق مؤخراً بالاعتماد على الدرجات الهوائية في تنقلهم، بعد أن صارت معظم شوارع العاصمة مغلقة بحواجز إسمنتية، أما الشوارع المفتوحة فهي مقطعة بحواجز أمنية، تسبب اختناقاً مرورياً، جعل التنقل على الدراجة الهوائية أسرع بكثير من ركوب السيارات، غير أن حواجز الأمن حسب محمد استكثرت على سكان دمشق حتى سرعة الدرجات الهوائية.