تعتبر عمليات تأمين انشقاق عناصر من قوات النظام من أصعب العمليات التي تقوم بها قوات الحر في أرض المعركة، لما يكتنفها من خطورة قد تودي بحياة العنصرين "النظامي والحر" وقد تكلّف الثوار ثمناً باهظاً إذا تم اكتشاف العملية من قبل القيادة العسكرية للنظام.
"زمان الوصل" حاولت أن ترصد عمليات تأمين انشقاق عناصر النظام من قبل الحر، حيث قال القائد الميداني أبو محمد في ريف حلب: "لقد قمّنا بتأمين انشقاق عدد من جنود النظام عن طريق كلمات سر متبادلة بيننا وبين الجنود عبر الموبايل، لكن في الآونة الأخيرة تكبدنا خسائر فادحة من عناصرنا بعد اكتشاف الأمر من قبل القيادة العسكرية للموقع الذي نقوم بمحاصرته فتمت عملية التفاف علينا".
من جهته، رفض القائد الميداني "أبو إبراهيم" تأمين انشقاق الجنود عبر "الموبايل لأنها تعرض الثّوار للخطر، وطالب عناصر النظام برفع الراية البيضاء فقط والجري باتجاه مواقع الثّوار.
وفيما يتعلق بالخسائر البشرية في صفوف الثّوار لدى تأمينهم انشقاق عناصر وضباطاً من قوات النظام، أكد عدد كبير من القادة الميدانيين في الحر أن الخسائر كانت موجعة في عدد كبير من تلك العمليات، حيث قال أحدهم لـ"زمان الوصل": "لقد خسرنا أكثر من عشرة عناصر لدى تأميننا انشقاق جندي من قوات النظام أثناء محاصرتنا لقطعة عسكرية بالقرب من مدينة إدلب.
وفيما يثور خلاف بين البعض من الكتائب حول انشقاق عناصر النظام، أو فوات الأوان، يؤكد عدد كبير من قادة الحر على أن انشقاق الجندي وجلوسه في المنزل أهون على الثوار من متابعته في صفوف قوات النظام، فيما يرى عدد من الكتائب التي تطبع على نفسها الصببغة الإسلامية أن وقت الانشقاق قد ولى وأن جميع عناصر النظام هو هدف مشروع للثّوار، إذ لا انشقاق بعد اليوم، وجرى خلاف في الآونة الأخيرة في مدينة الرقة إثر قيام جبهة النصرة بإعدام ثلاثة ضباط أعلنوا انشقاقهم، حيث جوبهت خطوتها من قبل عدد كبير من أبناء مدينة الرقة بالسخط، والاحتجاج والاعتصام.
الجدير بالذكر أن عمليات الانشقاق هي من فتحت الطريق للثورة المسلحة، ويعتبر انشقاق المقدم حسين هرموش الذي أعلن تأسيس تجمع الضباط الاحرار هو السباق، معلناً انتقال الثورة من العمل السلمي إلى المسلح، قبل القبض عليه من قبل قوات النظام في ظروف غامضة، وتوالت من بعده عمليات الانشقاق، حتى بلغت أعداد المنشقين في صفوف المؤسسة العسكرية للنظام عشرات الآلاف.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية