أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مؤتمر جنيف2: هل من أمل لحل سياسي في الأفق؟

انتعشت آمال بعض السوريين بإعلان الاتفاق الأمريكي الروسي عن عقد مؤتمر في نهاية هذا الشهر في جنيف يعيد إحياء مبادرة جنيف السابقة، ويضع في الأفق حلاً سياسياً ينهي نزيف الدم المستمر في سورية، بيد أن هذه الآمال وللأسف سرعان ما تتبدد مع معرفة حقيقة أن الإعلان عن المؤتمر ليس نهاية الحل وإنما ربما يضيف إلى المشهد تعقيداً مستمراً، إذا ما عرفنا أنه ليس من شيء متفق عليه على الإطلاق؟ لا الأطراف التي يجب ان تدعى للحضور ولا الأجندة والأهم من كل ذلك مخرجات أو نتائج المؤتمر، وما هي الآليات التنفيذية التي ستجبر الأطراف على تنفيذ أجندة الحل النهائي، والأهم من كل ذلك بالنسبة للسوريين ما هو دور سفاح سورية الأسد في المرحلة الانتقالية؟ 

كل هذه الأسئلة تبقى معلقة وبدون إجابة؟ وما دامت كذلك فإنها تضيف تعقيداً إضافياً بدل أن تضع تصوراً ممكناً للحل؟ فأسوأ شيء في المفاوضات السياسية أن تعترف بخصمك وشرعية دوره في الأزمة ثم تخسر كل شيء في الأجندة وفي النتائج وفي الحلفاء، وعلى ذلك فالموقف من مؤتمر جنيف يحتاج إلى الكثير من التأني والرويّة في تحديد الموقف منه، وعلى الولايات المتحدة التي تعتبر نفسها صديقة للمعارضة أن تمارس عليها ضغوطاً للحضور قبل أن توضح لها ماهية هذا المؤتمر والأهداف المتوخاة والنهائية منه بدون ذلك من الممكن أن تخسر المعارضة نقطتين رئيسيتين:

الأولى الثقة الضعيفة أصلاً مع الشارع الثائر الذي بامتداده يريد حلاً للأزمة لكنه لا يريد الدخول في مفاوضات مع الأسد تبقيه في الحكم بعد أن فعل ما فعل بسورية والسوريين. 

الثانية تحويل صورة الثورة السورية التي بدأت كثورة سلمية من أجل الحرية والكرامة إلى صراع مسلح بين الطرفين علينا إيجاد مفاوضات سياسية تحل الأزمة بين الطرفين وهذا ما يقوّي دوماً أصوات الدول المترددة والتي تطالب بتسليح الجيش الحر لتبرر موقفها مجدداً بأنه يجب إعطاء وقت للمفاوضات السياسية وعدم تزويد الجيش الحر بالسلاح النوعي من أجل حسم الأمور. 

أمام هذه المخاطر يجب دراسة حسابات الربح والخسارة بدقة كبيرة لأنه بدون ذلك قد ندخل في نفق المفاوضات السياسية المظلم بدون أية ضوء في نهاية الأفق وخلال مرورنا بالنفق نكون قد خسرنا كل شيء حققناه على الطريق.

من كتاب "زمان الوصل"
(105)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي