أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حرب الشائعات في الثورة السورية من مقتل الأسد إلى اغتصاب اللاجئات مروراً ب"المندسين"

أعادت شائعة مقتل رأس النظام السوري على يد ضابط إيراني من حرسه يدعى مهدي اليعقوبي قبل أسابيع قضية الشائعة إلى الواجهة من جديد في ساحة الحرب الدائرة في سورية اليوم.

وقد بدأ النظام السوري من خلال أجهزة مخابراته ومنذ بداية الاحتجاجات الشعبية باختلاق الشائعات المغرضة بهدف تضليل الرأي العام وإيهامه بوجود مؤامرات دولية خارجية تستهدف الدول والشعب والكيان، وتارة أخرى باللجوء إلى تشويه سمعة المتظاهرين المطالبين بالحرية، والنيل من شرف وكرامة المعارضين مستخدماً كماً من المفردات مثل مندسين، سلفيين، عرعوريين– نسبة إلى الشيخ عدنان العرعور –الذي كان أول من جاهر بعدائه للنظام السوري-والتحريض ضدهم من خلال مفاهيم طائفية وعرقية وإيدلوجية أو إدعاء وجود مؤامرة كونية ضده لأنه يمثل "قلعة المقاومة والممانعة" مع حليفه حزب الله في لبنان وهي الأسطوانة المشروخة التي أثبتت أحداث الثورة زيفها وبطلانها. 

وغني عن القول إن حرب شائعات النظام ضد الثورة بدأت منذ الأيام الأولى لانطلاقها، ولا يزال الكثيرون يذكرون الشائعة الخطيرة التي أطلقها النظام عن رفع العلم الاسرائيلي في حي باب السباع في حمص بداية الثورة، وكان وراء هذه الشائعة "الخبيثة" "منحبكجية" اتصلت بإحدى إذاعات الـ إف إم المحسوبة على النظام ونقلت لهم هذا الخبر الذي تبين فيما بعد أنه شائعة مغرضة لا أساس لها من الصحة، وتم تدعيم هذا الخبر الكاذب بشائعة أخرى تقول إن أهل باب السباع كانوا يهتفون بحياة إسرائيل، في وقت كانت جميع شعارات المتظاهرين في حمص تطالب بالحرية وإسقاط النظام. وكان الغرض من هاتين الشائعتين النيل من صدقية الثورة السورية وعدم ارتهانها لأية جهة سياسية في العالم.

خبر موثوق (سمعتو بداني)
يحفل العالم الإفتراضي بمختلف مجالاته الـ "فيس بوك" و الـ "تويتر" و الـ "يوتيوب" بآلاف القصص والشائعات المغرضة التي ترمي إلى تشويه الحراك الثوري وقلب الحقائق على الأرض وتكذيب القنوات الإعلامية التي ساندت الثورة السورية.

ويتحدث ناشطون في صفوف شباب الثورة السورية عن دخول أجهزة الأمن إلى موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، لترويج الشائعات، عبر تجنيد أشخاص ذوي خبرة بالعالم الافتراضي من خلال صفحات خاصة على الفايسبوك أو "تغذية " اليوتيوب أو التويتر بكل ما من شأنه زعزعة ثقة الشعب السوري بثورته وبث ما من شأنه أن يجعل "الحليم حيران" كما يُقال، وبالمقابل يقوم مناصرو الثورة السورية ببث شائعات مضادة على طريقة "الحرب خدعة" ومن هذه الصفحات صفحة أخذت اسم (الاشاعة الحموية) وهي كما يقول القيّمون عليها ناطقة باسم الشارع الحموي و جاء في اللوغو الخاص بها بأسلوب ساخر: (الله وكيلكن سمعتو بداني ..خيو .. خبر موثوق ..اسماع مني ..لا تاخد مني إلا الكذب ..).

وتمتلىء هذه الصفحة الفيسبوكية بأخبار الثورة السورية في مدينة حماة عبر التوثيق بالكلمة والصورة الفوتوغرافية والفيديو إضافة الى شائعات مضادة تسعى لزعزعة ثقة الموالين بنظامهم.

شبيحة إلكترونيون
لاحقت الشائعات السوريين إلى بلدان لجوئهم كما حصل في تركيا عندما بث موالو النظام شائعات عن حوادث اغتصاب وقعت في مخيمات اللاجئين هناك، ولما كان هذا الخبر مستغرباً وغير واقعي تناولته مئات المواقع والصفحات الالكترونية التي يديرها "شبيحة إلكترونيون".

وفي الأردن ظهرت في الآونة الأخيرة شائعات وأكاذيب تسيء للاجئين السوريين بطريقة غريبة تكاد تكون ممنهجة وغير معروف مصدرها، وأكثر هذه الشائعات تتركز في مخيم الزعتري وكأنه لا يكفي ما يعانيه اللاجئون السوريون من هذا المكان الأشبه بالمنفى القسري، وتتنوع أنواع هذه الشائعات بتنوع وسائل التفنن في الإساءة للسوريين من تصوير السوريات وكأنهن سلع تباع وتشرى أو كبائعات هوى، إلى وجود عصابات سلب ونهب داخل المخيم إلى الإدعاء بوجود أعمال دعارة وبغاء أو انتشارحالات إصابة بالايدز وهي شائعات نفاها جملة وتفصيلاً القيّمون على المخيم، ولكن بعض مواقع "التشبيح الإلكتروني" وبعض مراسلي الصحف العالمية ووكالات الأنباء - الشهيرة للأسف – تنشر كل ما يسيء للسوريين بغرض "تقزيم" ثورتهم وإفراغها من قيمها و مضمونها الإنساني. 

وفي هذا الاطار أصدرت "تنسيقية مخيم الزعتري" بياناً حول ما نُشر ويُنشر عن اللاجئات السوريات في المخيم معتبرين أن مصدر حرب الشائعات هذه سفارة النظام السوري في عمان، وسفيرها اللواء بهجت سليمان القادم من رئاسة الفرع الداخلي والضليع في ألاعيب أجهزة المخابرات القذرة وحروبها.. وأن الهدف هو دفع المجتمع الأردني المحافظ لطرد هؤلاء كي يعودوا صاغرين وقد سُدت في وجوهم الأبواب.. وتساءلوا في البيان كيف لهذه القصص ان تنتشر في الصحافة وغيرها ولا يسمع بها سكان المخيم نفسه.

وفي هذا السياق يرى الدكتور"فواز المومني" رئيس قسم علم النفس بجامعة اليرموك في اربد أن " تأثير الشائعة غالباً مايكون تأثيراً سلبياً والدليل أن بعض الناس في الحروب والنزاعات قد يهربون من منطقة ما خوفاً من انتهاك الأعراض على سبيل المثال ونحن نعرف أن قيم الشرف في مجتمعاتنا العربية هي قيم عليا لا تدانيها قيم أخرى، وخاصة إذا كان الاعتداء على النساء ممنهجاً كما حصل في ليبيا أثناء الثورة ولذلك فإن للشائعة دوراً كبيراً في بث الرعب والخوف في قلوب الناس.

وعن رأيه بما يُشاع عن السوريين في مخيم الزعتري يقول د المومني لـ "زمان الوصل": "نحن كمواطنين أردنيين لا نقبل ان تكون هناك إساءة لأشقائنا السوريين والناس الذين يحملون قدراً من الوعي لا يمكن أن تنسحب عليهم مثل هذه الشائعات أو الكلام غيرالمنطقي أوالأرقام غير الواقعية التي تُنشر هنا وهناك، ولدينا وعي تام بأن الشعب السوري شعب شريف وشهم ومحافظ على الاعراض .. وإذا كانت هناك بعض الحالات الفردية فهذه لا يمكن التعميم عليها، وفي كل دول العالم هناك حالات فردية لا يمكن أن نقيس عليها أونجعلها ظاهرة.

وحول توصيفه لأسباب بث مثل هذه الشائعات من خلال الصحف والمواقع الالكترونية يقول د المومني: "بعض الصحف والمواقع يسعى إلى نوع من الإثارة وبعض المواقع الالكترونية بالذات" حتى الناس بالأردن مش سلمانة منها "فهي تبحث عن السبق والإثارة بغضّ النظرعن الموضوع إن كان يعني السوريين أم غيرهم، وما يهم هذه المواقع في المحصلة تحقيق أعلى نسبة من الإرتياد والإنتشار، وأنا أرى ضرورة أن يكون هناك أناس قانونيون يثيرون هذا الجانب المتعلق بالإساءة للسوريين بطرق قانونية، وبالمحصلة فإن الناس الواعيين قادرون على التمييز والفرز فيما يتعلق بالشائعات والأخبار الكاذبة في حين قد تنطلي مثل هذه الشائعات والأخبار على عامة الناس. 

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(145)    هل أعجبتك المقالة (153)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي