صوت أمس لصالح مشروع قرار يدين عنف النظام ويرحب بتشكيل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة مايزيد عن مائة وخمسة وسبعين دولة(175) حيث مرر القرار بأغلبية مائة وسبعة أصوات وامتنعت عن التصويت59 دولة وصوتت ضد القرار إثنتا عشرة دولة من بينها روسيا وإيران وكوريا الشمالية.
اللافت للنظر أن القرار "ذا المحتوى البسيط من ناحية دعم الثورة السورية المعنوي" لم يحصل على أكثر من مائة وسبعة أصوات على الرغم من ما يتعرض له الشعب السوري من إبادة وتطهير عرقي، وعلى الرغم من كل الإجرام الذي ارتكبه النظام ابتداءً من الاعتقال والتعذيب حتى الموت وانتهاءً بالقصف بالأسلحة المدمرة والسلاح الكيماوي, لقد صوت ضد المشروع روسيا وإيران بسبب دعمهما الشديد للنظام كما ساندتهما كل من كوبا وفنزويلا وبوليفيا ونيكاراغوا وغيرها.
بكل تأكيد ليست المشكلة في تصويت نيكاراغوا التي لايزيد عدد سكانها عن ستة مليون نسمة وتعتمد في اقتصادها على زراعة القهوة وتعاني الأمرّين لانتشال نفسها من الديون الخارجية التي تركبها..هذه الدولة التي قد تكون صوتت ضد القرار نكاية بالولايات المتحدة التي احتلتها نهاية القرن الماضي، ثم رفضت تعويضها بعد أن صدر قرار يطالب الولايات المتحدة بالتعويض, وربما بسبب عقلية النظام الذي يحكم نيكارغوا, المشكلة هي في محتوى القرار ذاته الذي يعتبر دون مستوى تطلعات الشعب وأقل من المطلوب بكثير, حيث كنا نتوقع أن تتقدم الدول للحصول على مقعد سوريا لصالح الشعب السوري أو تسليح المعارضة أو ما إلى ذلك من قرارات تدعم الشعب المنكوب وتسرع في مسيرته للتخلص من القتل الذي تعمل آلته في سورية منذ عامين تقريباً.
بعد تصويت اليوم نتساءل...لماذا لم تكسب الثورة السورية اليوم ثقة دول مثل ماليزيا- وقد صوتت سابقاً ضد جرائم النظام- التي امتنعت عن التصويت أو البرازيل أو الهند أو جنوب إفريقيا أو بقية الدول التسعة وخمسين التي امتنعت عن التصويت؟, نعم قد تخشى هذه الدول أن تدور الدائرة عليها يوماً ما ويتم التصويت ضد أنظمتها في مثل هذه المواقف وقد ينأى بعض الدول بنفسه خوفاً من روسيا أو لشكوكها في أن تحل الأزمة الراهنة عما قريب, لكن على الطرف الآخر هل فعلاً وصل الائتلاف السوري إلى المستوى الذي صار معه بديلاً حقيقياً للنظام؟ وهل يقنع العالم بأحقيته بتسلم المقعد؟, وهل قدم الثوار عموماً قضيتهم بالصيغة التي تحاكي وجهات نظر هذه الدول؟.
لطالما كانت المسألة مسألة اختراق مواقف وإقناع وعلينا فعلاً اليوم أن نتوقف كثيراً...كثيراً أمام الأسباب التي دعت تسعة وخمسين دولة للوقوف على الحياد أمام دم الأبرياء الذي يراق شلالات كل يوم, نعم علينا أن نشكر كل تلك الدول التي ساندتنا وصوتت لصالح القرار لكن في الجانب الآخر علينا أن لا نلعن تلك الدول التي وقفت على الحياد بل نحلل أسبابها ونبذل جهداً أكبر في سبيل توضيح حقنا للعالم وتقديم الحجج والبراهين الموجودة بكثرة وأن نرتقي بدورنا أكثر لكي يكون على مستوى أمل وتطلعات من يضحي كل يوم.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية