تضاعفت نكبة الفلسطينيين في ذكراها الخامسة والستين التي تصادف اليوم الأربعاء 15 أيار، بعد تعرضهم لقصف وتهجير وقتل في سوريا، بنيران قوات النظام السوري الذي ادعى تبني القضية الفلسطينية منذ استلامه الحكم إثر انقلاب عسكري عام 1963، استلم حزب البعث السلطة بعده، قبل أن تتحول سلطة الحكم إلى عائلة الأسد بعد انقلاب آخر في تشرين الثاني عام 1971.
وفي عودة إلى منشأ النكبة الفلسطينية داخل حدود الأرض المحتلة، فقد اشتبك فلسطينيون مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة اليوم الأربعاء خلال مظاهرات نُظمت إحياءً للذكرى الخامسة والستين للنكبة حين تسبب قيام دولة إسرائيل في فقدان كثيرين منهم بيوتهم وتحويلهم إلى لاجئين.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن قذيفة أطلقت من قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة حماس سقطت في منطقة مفتوحة في إسرائيل دون وقوع إصابات. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور.
ومن المقرر أن يعود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى المنطقة يوم الثلاثاء في محاولة جديدة لإحياء محادثات السلام المتوقفة منذ 2010 .
لكن الحل لا يزال بعيد المنال ويتمسك كثير من الفلسطينيين بالأمل في عودة اللاجئين وأبنائهم إلى موطن أسلافهم داخل إسرائيل حالياً وهو ما ترفضه إسرائيل قائلة إنه سيعني نهايتها.
ووقعت مناوشات بين المحتجين وقوات الاحتلال الإسرائيلي خارج مخيم للاجئين قرب مدينة الخليل في الضفة الغربية وعند سجن قرب رام الله مما تسبب في إصابة عدد من الفلسطينيين.
واشتبكت الشرطة الإسرائيلية في القدس مع محتجين فلسطينيين واستخدمت قنابل الصوت واعتقلت عدة أشخاص.
وشارك الآلاف أيضا في مسيرات في الساحة الرئيسية في رام الله العاصمة الفعلية للفلسطينيين في الوقت الذي لا تزال فيه القدس تحت السيطرة الإسرائيلية ورفعوا لافتات تحمل أسماء القرى التي نزح أهلها في 1948 ومفاتيح قديمة فيما يرمز إلى منازلهم التي فقدوها.
وقال أحمد (15 عاماً) وهو فلسطيني يحمل الجنسية الأردنية "من أجل مستقبلي وللعودة إلى أرض عائلتي .. لا أريد مزيداً من المفاوضات التي لا فائدة منها وإنما (أريد) طريق المقاومة والبندقية."
وفر كثير من السكان العرب أو طردوا بالقوة من ديارهم في 1948 ومنعوا من العودة.
ويرتبط الأردن بمعاهدة سلام مع إسرائيل وهو البلد الوحيد الذي أعطى جنسيته للاجئين.
وذكرت إحصاءات رسمية فلسطينية نشرت هذا الأسبوع أن 5.3 مليون فلسطيني مسجلون لدى الأمم المتحدة كلاجئين في سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة. ويشكل هؤلاء نحو نصف عدد الفلسطينيين إجمالاً.
ويعيش كثير من هؤلاء في مخيمات مكتظة ويعانون من ارتفاع معدل البطالة وضعف الخدمات الأساسية.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة أمس إنه متمسك بقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية في أي اتفاق سلام مع الاسرائيليين.
وكان عباس وهو لاجئ أيضا من بلدة تقع حالياً داخل شمال إسرائيل قد أغضب الفلسطينيين العام الماضي عندما قال لقناة تلفزيونية إسرائيلية إنه لا يسعى للعودة إلى بلدته.
وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين مع إسرائيل اليوم الأربعاء إن الصراعات الطائفية في سوريا والعراق تعرض الفلسطينيين هناك للخطر وإن رفض إسرائيل الاضطلاع بمسؤوليتها تجاه قضية اللاجئين والاتفاق على حل عادل بالنسبة لهم يضر فرص السلام.
وتسعى السلطة الفلسطينية لإقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها "الأبدية والموحدة".
وترفض حماس وجود إسرائيل ونبذ العنف ضدها وتقول إن عودة اللاجئين لا يمكن أن تتحقق إلا بالسلاح.
وقالت في بيان "نؤكد أن أية مبادرات وحلول تنتقص من حقوقنا وثوابتنا وتعبث بأرضنا ستكون مرفوضة من شعبنا. وأرضنا المقدسة الطاهرة ليست للبيع ولا للمساومة ولا للتبادل مع العدو الصهيوني.
"ستبقى المقاومة بأشكالها كافة وعلى رأسها المقاومة المسلحة سبيلنا في الحفاظ على ثوابتنا وانتزاع حقوقنا والدفاع عن مقدساتنا وتحرير أرضنا ودحر عدونا."
رويترز
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية