"في مرة واحد حمصي" ما إن يتلفظ أحدهم بهذه العبارة حتى ترتسم ابتسامة على شفاه السامع أو القارئ قبل اكتمال النكتة التي اشتهر الحمامصة بها لا سيما ما تعلق منها بيوم الأربعاء.
أما الآن فيعيش أهل عاصمة الثورة مع باقي السوريين نكبة تتزامن اليوم في شهرها السادس والعشرين مع تاريخ نكبة إخوانه الفلسطينيين في ذكراها الخامسة والستين.
ولن نعدم من يعترض على تشبيه نكبة السوريين بأشقائهم الفلسطينيين، لكن لعاصي بن الميماس الحمصي برهانه في تبرير التقارب بين الشعبين والاحتلالين الإسرائيلي أو الأسدي أو بعبارة أدق الاحتلال الاسدائيلي لسوريا وفلسطين.
طبعاً الحجة لاتتعلق بالتسامح الأسدي تجاه اللطمات الإسرائيلية المتعددة، مع الاكتفاء ب"الاحتفاظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين"، وهو بالحقيقة لم يحتفظ خلال الاعتداءات الأخيرة، نعم قد يدير نظامنا خده الأيسر ثم الأيمن، لتعيد صفعه إسرائيل، ثم يحني الهامة بعد القامة لياكل "طيارة" إضافية على رقبته، لكن الرد يأتي في المكان المناسب من قبيل حمص وإدلب ودرعا وحلب وريف دمشق، وفي الزمان المناسب في أي لحظة من أي يوم من أيام الأسبوع شرط أن يكون هدف الرد سورياً!
ولن تكون حجتنا في ذلك سحب "حماة الديار" من جبهة الجولان بعد إيعاز "إلى الوراء در" باتجاه "العدو الداخلي"، ولا علاقة لحديثنا بزلة لسان مخلوف عن التناسب الطردي بين أمن إسرائيل وبقاء النظام، والتي كانت خير بداية افتتح بها مسيرة المقاومة والممانعة!
ولكي لا تطول حكاية (بشار وبابا والأربعين سنة مع ح...رامي مخلوف وبابا) يعرض ابن الميماس برهانه "الحمصي" في وجه الشبه بين النكبتين أو النكبة المزدوجة، فبعد عام ونصف من التهجير على اثر قصف البيت، المصادفة وحدها وضعت مفاتيحه بين يديه ليكتشف أن معدنها بدأ بانسحاب تكتيكي أمام صدأ أعلن الهجوم عليها مستغلاً عدم وجود قفل تلجأ إليه، وذلك ما رجع بذاكرتنا إلى مفاتيح أخوتنا الفلسطينيين مع فارق الحجم وكمية الصدأ!
ومن مفتاح البيت افتتحت النكبة قصتها ولم تجد لنفسها قفلاً لتقفل حتى كتابة هذه السطور!
وفي الحقيقة هناك سبب آخر جعل ابن الميماس يجمع النكبتين تحت شعار"وحدة المسار والمصير" الذي اكتشف السوريون تطبيقه في القصير وحمص وأخواتها، وذلك السبب جاء من فكرة طرحها زملاء في "زمان الوصل" عندما نشرت تقارير وأخباراً حول بعض شخصيات المعارضة بما يُكنى وليس باسمه، "أبو فلان، أبو علان"، وهذا ما يذكّرنا بأسلوب القيادات الفلسطينية بالتخاطب"أبو عمار، أبو جهاد، أبو نضال....إلخ"، وفي ذلك أكثر من رسالة إلى العدو أهمها إعلان استمرار القضية مع تتالي الأجيال!
لكن أحداً لم يجب إحدى الزميلات عن سؤال حول إحدى شخصيات المعارضة من الإناث "أم شو لازم نقول؟"
عاصي بن الميماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية