فرضت مجموعة "المستعجلون" نفسها على الأوساط الإعلامية المهتمة بالشأنين السوري والتركي، لاسيما بعد مجازر اتهم عناصر منتمون إليها بارتكابها في بانياس وقراها لاسيما بلدة البيضا التي شهدت واحدة من أشنع وأبشع مجازر القوات الموالية للأسد.
وربط ناشطون سوريون تلك المجازر بالمجموعة التي يجمع أعضاءها والأسد طائفة واحدة، خاصة بعد ظهور زعيمها معراج أورال أو علي كيالي في أكثر من مقطع فيديو وصورة جمعته مع رموز دينية تابعة لتلك الطائفة في الساحل السوري، وأهم تلك المقاطع ذلك الذي كشف خلاله ضرورة تطهير بانياس لأنها المنفذ الوحيد "للخونة" على البحر، معتبراً أن شعار المقاومة الشعبية التي يتزعمها "التحرير والتطهير".
المجموعة التركية اليسارية المتطرفة الصغيرة التي اتهمتها سلطات أنقرة بتنفيذ تفجيري الريحانية على الحدود السورية، هي حركة سرية تصنفها تركيا بأنها تنظيم "إرهابي" وتعتبر مقرّبة من نظام دمشق.
فبعد ساعات قليلة من التفجيرين اللذين أسفرا عن سقوط 48 قتيلاً وأكثر من مئة جريح، أشار وزير الداخلية التركي معمر غولر باصبع الاتهام إلى هذه المجموعة المعروفة باسم "اجيلجيلر" أي "المستعجلين" بالتركية.
وقد تم توقيف تسعة من أعضائها جميعهم يحملون الجنسية التركية وأودعوا الأحد في الحبس على ذمة التحقيق.
وأكد غولر وكذلك وزير الخارجية أحمد داود أوغلو "علاقتهم الوثيقة" مع نظام بشار الاسد و"أجهزة مخابراته".
وكانت مجموعة "المستعجلين" ناشطة خصوصاً في سبعينات القرن الماضي، وهي فرع من حركة يسارية متطرفة سرية تأسست في 1972 وعرفت باسم حزب جبهة التحرير الشعبي الثوري في تركيا.
وبعد حملة القمع التي تبعت الانقلاب العسكري في 1980 أوقفت المجموعة التي تتبنى الفكر الماركسي أنشطتها ولجأ زعيمها مهراج (مهراتش) أورال الملقب بعلي الكيالي والمتحدر من محافظة هاتاي (جنوب) التركية الحدودية مع سوريا حيث وقع هجوم السبت، إلى سوريا المجاورة.
ومجموعة "اجيلجيلر" التي تحظى بدعم الأقلية العلوية التي ينتمي إليها بشار الأسد، قاتلت بحسب الصحافة التركية إلى جانب جيش النظام السوري ضد مقاتلي المعارضة السورية في مناطق عدة قريبة من الحدود التركية وخاصة اللاذقية (شمال).
وذكرت صحيفة صباح التركية الموالية للحكومة الأسبوع الماضي أن مهراتش أورال شارك شخصياً في التعديات التي ارتكبت مطلع الشهر بحق مدنيين في أحد احياء مدينة بانياس السورية (شمال).
وتشتبه السلطات التركية أيضاً بأنه نظم في هاتاي منذ بدء الحراك ضد النظام في سوريا في آذار/مارس 2011، عدة تظاهرات دعم للنظام في دمشق.
زمان الوصل - الفرنسية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية