شبيحة حمص.. نهب البيوت شطارة والخطف تجارة

سهّل تجمع الطوائف الموالية, في حمص وما حولها على النظام محاولاته المستمرة في قمع الثورة المشتعلة في المدينة على مدى سنتين, مستغلاً شباب هذه الطوائف للعمل كشبيحة, محفزاً إياهم إما عقائدياً أو مادياً, دافعاً بهم في أتون حرب ضد جيرانهم عبر مجموعات خلقها وسيطر على تصرفاتها أمنياً لفترة طويلة, لكن الأوضاع الحالية تشي بفلتان هذه العناصر وخروجها حتى عن سيطرة النظام في الكثير من المواضع والعديد من الحالات, لتتحول إلى عصابات مسلحة هدفها الأول السلب والنهب. 

شبيحة المزرعة والرقة خارج السيطرة
يتبادر للذهن سؤال هام حول شبيحة هاتين القريتين المجاورتين لحي الوعر الأكثر كثافة سكانية في حمص حالياً, هل فعلاً ينفذون أوامر النظام بكل أفعالهم أم أنهم تحولوا لعصابات خارجة عن سيطرة الجميع بما فيهم النظام.

للقريتين خصوصية آتية من الاختلاف المذهبي مع محيطها وهو حي الوعر, مما سهّل على النظام تجنيد مجموعات منهما لخدمة أهدافه في قمع الثورة, والبداية كانت مع عمليات الخطف التي أشعلها في المدينة هؤلاء الشبيحة بأمر أمني, نتج عنها متواليات من الخطف لم تنتهِ وفتنة كبيرة عانت منها مدينة حمص ومازالت, ومع مرور الوقت تحولت هذه العمليات بالنسبة لشبيحة القريتين إلى عملية تجارية صرفة هدفها جمع أكبر مبلغ من المال لقاء المبادلة مع المخطوف, فزاد الخطف إلى حد غير مقبول وخرج عن سيطرة الجميع بما فيها النظام الأمني.

والخصوصية الأخرى للقريتين تأتي من طبيعة المكان الجغرافية وملاصقة القريتين لحي الوعر والتماس المباشر بينهما وبين أهل حمص, حتى أن "الرقة" أصبحت عملياً ضمن حي الوعر ويحيطها أبنية تابعة للحي من كل الجهات.

هذا التماس المباشر سهّل على مجموعات التشبيح في كِلا القريتين القيام بعمليات سلب ونهب ضمن الحي حتى وصل الأمر إلى اقتحام البيوت ليلاً وسرقتها أمام عيون أصحابها وتحت تهديد السلاح, وقد وثقت "زمان الوصل" العديد من هذه الحالات.

حدث في عكرمة
قبل إنشاء الجيش الوطني, المكون من شبيحة الأحياء الموالية, كان لكل فرقة من فرق الشبيحة في حي عكرمة مسؤول أمني معين من قبل فرع الأمن الجوي بحمص, وذلك لضبط هذه المجموعات والإشراف على تنفيذ الأوامر الأمنية الصادرة عنها, إلا أن إحدى المجموعات خرجت عن سيطرة هذا المراقب الأمني, وباتت تقوم بعمليات الخطف والنهب والسرقة في أي مكان وبأي وقت لحسابها الخاص, مما أربك حسابات هذه الجهة الأمنية وخططها, فما كان من المراقب المعين من الجويّة إلا إبلاغ الفرع بذلك, ليصدر أمر باعتقالهم, وقد اعتقلوا فعلاً لكن بعد اشتباك بينهم وبين عناصر الأمن الجوي, أسفر عن إصابة شخصين, إلا أن الاعتقال لم يستمر طويلاً, فالعفو الصادر عن بشار الأسد كان كفيلاً بإخراجهم.

زمان الوصل
(96)    هل أعجبتك المقالة (114)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي