كتبت قبل قليل على صفحتي على الفايسبوك الجملة التالية -لا زلت احلم ان تحرك دماء المذابح دماء المعارضين- وكان بذهني لحظتها كل اطياف المعارضة وتنظيماتها، مشاكلها وتناحرها، وتشظيها بعد كل لقاء، ومن بينها الائتلاف الوطني، خاصة بعد استقالة الشيخ معاذ الخطيب من موقع الرئاسة. من الواضح ان النظام القاتل يغرق يوما بعد الاخر في دماء السوريين، في الوقت الذي لا تزال المعارضة السورية في مواقعها السيئة رغم حاجة الشعب السوري الى قيادة جديرة به وبتضحياته، وبحثت عن حل واقعي، كما غيري من السوريين، فما وجدت افضل من رجل عاش تجربة تشكيل المجلس الوطني بحسناتها وسيئاتها، وخبر الناس الذين كانوا معه، وعرف نقاط قوتهم وضعفهم، اين يلتقون واين يختلفون. صحيح انه لم ينجح في تحقيق الكثير، ليس لقصور ذاتي، ولكنه لاسباب لها علاقة بتاريخ المعارضين السوريين والظروف التي عاشوها، وبعد بعضهم عن ارض الوطن لسنوات كثيرة، ولرغبة بعضهم في التحكم في القرارات المصيرية في المجلس دون الاخذ بعين الاعتبار تركيبة وتاريخية المجتمع السوري وتعقيداته وصعوبة ان يمثله طرف سياسي واحد.
كل ذلك عاشه وعايشه الدكتور برهان غليون، والمفروض انه خرج من هذه التجارب بخبرة كبيرة تجعل منه افضل مرشح ممكن لشغل منصب رئاسة الاتلاف. لا شك ان امام المرشح لهذا الموقع مسؤوليات جسام، ليس اقلها اعادة هيكلة الاتلاف وتفعيل مكاتبه وضم كل قوى المعارضة السورية الجادة اليه، مع ضرورة تقديم التنازلات اللازمة، كي تصبح المعارضة السورية قوة حقيقية لادارة المناطق المحررة واستمرار الحوار مع القوى العالمية، العدوة قبل الصديقة، وتأمين عناصر القوة للجيش الحر، وكل مستلزمات الصمود لشعبنا العظيم.
انني لا ازال اذكر جيدا الدعم الشعبي الكبير الذي حصل عليه الدكتور غليون في بدايات الثورة، وكيف كان السوريون ينتظرون كلامه وتعليقاته وكتاباته لتكون مرشدهم في العمل والكلام. وهذه الثقة لم تأت من فراغ، بل هي نابعة من حس شعبي سليم ومعرفة بتاريخ الرجل السياسي والثقافي ومن نظافة يده وضميره.
الان وقد عرف الدكتور برهان حاجات الشعب السوري ومشاكل المعارضة ووجهات نظر الغرب في مستقبل
سوريا، فانني اراه الانسب لقيادة الائتلاف في المرحلة القادمة. تحياتي له ودعمي ايضا
عن برهان غليون... ميخائيل سعد*

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية