أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ومازالت المخيمات أصل الحكاية.. النظام الممانع يفرض حصار الموت على فلسطينيي اليرموك

شادر في حارة راما بمخيم اليرموك لتسهيل الحركة بعيداً عن رصاص القناص

يبدو أن للفلسطينيين علينا حقاً، بالاعتراف، بأننا اليوم أكثرُ إحساساً بآلام نزوحهم ومجازرهم، غير أنَّ هذا الأمر لاينطق على شبيحة حاجز مخيم اليرموك، الذين يصدرون أوامرهم من بساطيرهم، وليس من أفواههم، إذ لايمكن لعقلٍ بشري أن يكون بهذا القدر من القسوة على أهله.. وحدها البساطير العسكرية من تستطيع ضرب النسوة والشيوخ، ووحدها البساطير الدنيئة من تقدر على سحب اللقمة من فم طفلٍ فلسطينيٍ جائع..
إنه النظام الممانع إذاً، من يضرب بعرض الحائط كل القيم التي ظل يتشدق بها طويلاً!!

تجويع ممنهج 
يسن حاجز مخيم اليرموك قوانينَ لاتقل صرامةً على قوانين سياسة الحصار والتجويع التي تفرضها إسرائيل على غزة، إذ لايسمح العساكر الأشاوس -عندما يكونون في قمة رضاهم عن الفلسطينين- إلا بإدخال ربطة خبز واحدة للمخيم، أو بحمل كيلو واحد فقط من أي مادة غذائية أخرى.. أما من تسول له نفسه حمل صندوقين بيض، ويحاول استعطاف وحوش الحاجز بأن أولاده جياع فسيكون نصيبه مثل أبو عمار الذي تعرض للإهانة والشتم والضرب ومصادرة كل البيض.

والناشط قيس، ابن مخيم اليرموك الواصل حديثاً إلى اسطنبول بعد رحلة هروب شاقة مع صديقه الناشط غيث، يصف ل"زمان الوصل"المخيم قائلاً: إن شبح الموت يحتل المخيم، فمن لم يمت قنصاً سيُقضى عليه جوعاً.

ويؤكد قيس أن النظام يطبق سياسة الخنق والتعتيم على اليرموك، فأكثر من 100 ألف مدني يعيشون تحت حصار اقتصادي لايرحم، إضافة لقطع الاتصالات الخليوية منذ 5 أشهر، و قطع للتيار الكهربائي لأيام متتالية، ناهيك عن قطع الاتصالات الأرضية و شبكة الانترنت بالتزامن مع دك المخيم بالصواريخ و القذائف بشكل عشوائي.

ويشير الناشط غيث الذي كان يعتقد بأن ممارسات الإسرائيلي محصورة في فلسطين، إلى أن حاجز المخيم يقطع بحسب مزاج عساكره الحركة أمام الأهالي، مما يعني أنهم قد يبقون بلاطعام لأيام متتالية، إلا أن يسمح مزاج العساكر بفتح الحاجز، والسماح للأهالي بالنزول إلى الشام.. كما أن الكثير من الأهالي، يضطر للجلوس لساعات عند الحاجز إما انتظاراً للطابور الطويل أو انتظاراً لانتهاء استراحة الجنود، الذين يصفون مهمتهم بأنها"تربية أهل المخيم بالبسطار".. وعلى ذلك لا يتردد هؤلاء وفق غيث عن استخدام كل وسائل الإهانة بدءاً من الشتم مروراً بالبصق في الوجوه وصولاً إلى صفع وجه من يقول كلمة زائدة.. والكلمة الزائدة كما يقول الناشط يحددها أيضاً مزاج العسكري فقد تكون الإجابة على السؤال كلمة زائدة، وقد يكون الصمت وقاحة تستحق القنص!! وهم لايقيمون وزناً لامرأة أو شيخ أو طفل، فكل احتمالات الذل والموت مفتوحة عند حاجز اليرموك على حد تعبير الناشط. 

معبر رفع فرع2
لم تكن أيام قيس وغيث الأولى في شوارع مدينة اسطنبول عادية، فهما لم يستطعا التخلص بعد من رهاب رصاص القناص، المسيطر على إيقاع الحركة في حارة منزلهما "راما"في مخيم اليرموك.. ووفق قيس لجأ الأهالي في شارع فلسطين ومحيط قسم اليرموك إلى نصب شوادر قماشية بين الحارات في محاولة لحجب الرؤية عن القناصين، ممايسهل عليهم التحرك.. إلا أن ذلك لم يفد كثيراً، فحسب قيس، يعيش سكان هذه المناطق في مصيدة، يسهل على الصياد أو القناص رصد فريسته فيها..والجريمة هي التنقل! ولذلك ليس مستغرباً أن واحداً من شباب المخيم كتب على جدران أحد المنافذ الأقل خطراً عبارة "معبر رفع فرع2" في مقاربة بين مايتعرض له فلسطينيو مخيم اليرموك وفلسطينو غزة.

"أحمد جبريل شريكٌ بتدمير وحصار المخيم"
إنها ليست فقط لافتة رُفعت أكثر من مرة في مظاهرات مخيم اليرموك، بل هي وفق الناشط غيث حقيقةٌ يعرفها جميع فلسطيني المخيم، فشبيحة جبريل أكثر قسوة من شبيحة الأسد حسب قوله، وويتابع الناشط: تشبيح هؤلاء على أحد المخابز، دفعنا إلى رفع لافتة: "ماعنا طحين..عنا كرامة"..

لمى شماس - زمان الوصل
(143)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي