تُعلن كل الكلمات والأوصاف هزيمتها أمام ما يجري في سوريا، بما فيها تلك السطور التي أمام أعينكم، فهل سيختلف ما قبل البيضا وبانياس عما بعدهما، كما لم يختلف قبل كرم الزيتون والحولة والقبير وداريا وجديدة الفضل ووو......إلخ عما بعدها؟ حتى بدت كما لو أنها فاصل إعدامي في مسلسل الدم السوري الذي ترتكب بحقه شتى أنواع الجرائم وبكل الأدوات بدءاً بالصاروخ الروسي وليس انتهاء بالساطور الإيراني.
مؤلف ومخرج المسلسل الدموي السوري مدعي المقاومة والممانعة في قلب العروبة النابض، والصامد ضد التدخل الخارجي، زجّ بشخصية رئيسية جديدة في الأحداث، رغم حضورها منذ بداية المسلسل بشخصيات أخرى (بضم الهمزة).
والحديث هنا ليس عن "مجاهد" من الحرس الثوري الإيراني أو حزب الله اللبناني أوالعراقي الذين يجاهرون بجهادهم ضد التدخلات الخارجية في سوريا، فقصة الأفيون الطائفي ذو الدفع الثلاثي الذي جاء بهم من وراء الحدود باتت من المسلّمات، لكن جديد أفيونهم أنه صار ذا دفع رباعي، يسرح ويمرح ويسبح في دماء السوريين، مطمئناً إلى جاهزية طوق النجاة الروسي الغربي وحتى العربي الذي ينتظره بعد "إنجاز" جريمته تحت شعار"حماية الأقليات"!
مهراج أورال الرجل التركي الجنسية أكمل مربع الطائفية عندما ظهر كشخصية الأسبوع بعد مجازر "المقاومة" التي يتزعم إحدى فصائلها تحت عنوان "التطهير والتحرير" في بانياس والبيضا بحق "هؤلاء الخونة" لكي يمنع وصولهم إلى البحر كونه المنفذ الوحيد على الساحل ل"الإرهابيين".
أرسل الرجل التركي مهرّب المخدرات في أكثر من لقطة مع رجال دين رسالة قاسية إلى سوريين آخرين متهمين بالعمالة والخيانة واستجداء التدخل الخارجي قولاً، من قبل أجانب أعلنوا تدخلهم فعلاً من خلال الدفاع عن السوريين"الوطنيين" بالسلاح الأسود والأبيض وألوان أخرى...!
هي رسالة لا تستوجب الاحتفاظ بحق الرد من كل السوريين، وخاصة من بعض أصحاب الوكالة الحصرية بتوزيع صكوك الوطنية بعد سعي بعضهم إلى تغليب اللون الأحمر على زرقة البحر!!
عاصي بن الميماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية