أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعض حيثيات الثورة السورية ... قهرمان عبدالله



سنكون واقعيين أكثر عندما نعترف أن النظام نجح إلى حد كبير في حرف الثورة عن مسارها وتوظيف ذلك الانحراف في خدمة بقائه واستمراره في السلطة ومواصلة قمعه واسلوبه العسكري بحق المدنيين السوريين.

لنعد إلى بداية الثورة السورية التي كانت سلمية بكل المقاييس وكان لها صدى اقليميا وعالميا وكان الضغط الدولي على النظام أكثر بكثير من الآن مقارنة مع وضع الثورة آنذاك,عندها كان النظام في وضع لا يحسد عليه فاتبع استراتيجية ذكية في محاولة وأد الثورة عبر خلق جماعات مسلحة باسم المعارضة تكون نواة لحركة معارضة مسلحة أولا, واتباع الاسلوب الأمني في قمع الثورة ثانيا ,وزرع البذور الطائفية فيها أخيرا.

وعندما بدأت الثورة تأخذ منحى عسكري ازداد قمع النظام وتضائل الدعم والتضامن الدولي للثورة السورية بسبب التصرفات الغير مسؤولة للكثير من الكتائب المعارضة بحق الحريات العامة وخاصة بحق الشباب الثوري الذي لا يملك أي اتجاه ديني أو طائفي أو مذهبي .

حينما اشتعلت الثورة هبّ الشباب الثائر وردّ على حجج النظام بالسلفية والأخونة بشعار "لا سلفية ولا اخوان ثورتنا ثورة شباب" وأنا الآن اتحدى أي شخص أن يقوم بترديد هذا الشعار في حلب أو دمشق أو أية منطقة تسيطر عليها المعارضة والجيش فإذا لم يُقطع لسانه سوف يُعدم.

وما يحدث في بانياس من مجازر الآن ما هو إلا استكمال لاستراتيجية النظام القائمة على خلق حرب طائفية بين مكونات الشعب السوري, وهو يكاد ينجح في هذا المجال خاصة بعد تزايد التصريحات الطائفية الخطيرة لبعض القيادات المعارضة البارزة والتي تهدد النسيج الاجتماعي السوري وتخدم أولا وأخيرا اجندات النظام وسياساته.

وعندما نقوم بمقارنة بسيطة نرى أن النظام نجح في تنفيذ برنامجه في تحريف الثورة عن مسارها والحاق أذى كبير بها عبر زجّها في بوتقات العسكرة والطائفية, على عكس المعارضة التي مازال الاخوان المسلمون الأب الأبرز والقائد الأوحد لها,وهم في النهاية عقليتهم لا تختلف عن عقلية النظام في ارتجالية القرارات وقمع الأصوات وأحيانا تنفيذ عمليات خطف واغتيالات.

ولعل أبرزها التقارير التي تحدثت عن ضلوع الاخوان في محاولة اغتيال رياض الأسعد بعد رفضه الاعتراف بحكومة الاخوان الانتقالية بالإضافة الى عمليات خطف المدنيين التي قام بها أذناب الاخوان في حلب وريفها.

ولا ينبغي أن نستغرب أن يقوم الاخوان غدا بعقد صفقة زواج المتعة مع ايران تتضمن تخلي ايران عن الأسد مقابل ابقاء سورية محافظة ايرانية والتجربة المصرية هي خير دليل على أن الاخوان لا مبدأ لهم.

العامل الوحيد الذي يستطيع قلب كل هذه الرهانات هو الشعب السوري والجيل الشاب المثقف الذي خرجا متحديا الدبابات والرصاص وكافة الأسلحة الثقيلة كي يقوم بدوره في اسقاط كل هذه المعادلات واعادة الثورة الى رونقها الناصع الحقيقي,فالثورة لن تنتهي بسقوط النظام!



(101)    هل أعجبتك المقالة (96)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي