أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من الزعتري.. بكر طفل حوراني يرفض أن يكون رئيساً وسيشارك ببناء سوريا

تبدأ قصصهم المأساوية بنظرة الاستغراب التي يرمونك بها، ثم الابتسامة، إلى التقرب منك والإجابة على أيّ سؤالٍ ترغب بطرحه، فإذا ما شعروا بأنك منهم وتريد الاطمئنان على حالهم لا أكثر، يقومون بسرد حكاياتهم التي قد تشطر قلبك لنصفين، لولا ثقتهم بالعودة إلى سوريا وإعادة إعمارها، العودة المصحوبة بالانتصار.

بكر هو أحد أطفال الزعتري الذين نزحوا من درعا وتحديداً من الكرك الشرقي تكلّم ل"زمان الوصل" بصوته الطفولي الحالم بالعودة، وإصراره الرجولي بقرب الانتصار غير آبهٍ للحالة التي يعيشها مع عائلته.

فيقول الطفل الذي كان قد نجح من الصف الخامس الابتدائي في سوريا وسينتقل إلى السادس في المدرسة البحرينية داخل المخيم بأنّ المدرسة لا بأس بها ولكنها لن تكون ولن تصبح في يومٍ من الأيام كمدرسته السابقة، فهنا يدخلون إلى صفوفهم لأربع ساعاتٍ كاملة (12- 4) دون وجود راحة بين الحصص المخصصة للمواد الأساسية، من اللغة العربية إلى العلوم الطبيعية والرياضيات، وبعيدين كلّ البعد عن الموسيقا والرسم والرياضة.

ويكمل الأخ الأكبر لثمانية أطفال بأنّه اضطر وعائلته للجوء إلى الأردن بسبب قصف بيتهم الذي حُرٍق بالكامل، فهو يحلم بأن يصبح مفيداً في المستقبل بأيّ مجالٍ من مجالات الحياة، إلا أنّه يرفض بشدة أن يصبح رئيساً، كما يشتم منصب الرئاسة بحد ذاته معتبراً إياه أحد أسباب استمرار الدمار في سوريا بعد تكالب بعض السوريين من معظم الأطراف على الوصول إليه.

سافر بكر منذ قرابة السنة من سوريا مع والده الذي لازال يجلس على كرسيه المتحرك من قبل الثورة، إضافة لوالدته التي تصرّ عليه بأن يكون مجتهداً في مدرسته، بعد محاولاتها المتكررة بخلق طريقة مناسبة له ليستطيع كتابة وظائفه في تلك الخيمة التي تضمهم جميعاً، فالقدر رماهم إلى هنا دون أن يكون لهم أيّ نشاطٍ ثوري سوى أنهم من أبناء حوران، التى رمى النظام بكامل حقده عليها.

ويوضح الطفل السعيد بالحقيبة المدرسية الجديدة التي كان استلمها من منظمة الأمم المتحدة بأنّه لا يرغب بإكمال دراسته هنا فهو يريد العودة إلى سوريا ورؤية من بقي حيّاً من أصدقائه ليكمل معهم تحصيله العلمي الذي سيمكنه من الإسهام في إعمار سوريا التي يراها قادرةً على العودة أقوى بكثير من ذي قبل.

موضحاً بأنّه لا يملك الكثير من الوقت لرؤية أصدقائه الذين تعرّف عليهم في المخيم أيضاً، نظراً لوجود يومين فقط للعطلة المدرسية (الجمعة والسبت)، والذي يسعى فيهما إلى القيام بأيّ عمل داخل المخيم لإعانة عائلته في تأمين لقمة العيش، بعد أن تركوا كلّ ما يملكونه في الداخل.

جورج خوري - زمان الوصل
(113)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي