بثت قنوات فضائية أمس كلمة لرئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو، ننشرها نصاً، يذكر أن "زمان الوصل" نشرت سابقاً خبراً أكدت فيه بث كلمة لهيتو يوم أمس الأحد:
نص الكلمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية إجلال لثورتنا العظيمة، وأرواح شهدائها، و تضحيات أبنائها
نعيش الآن أياما تاريخية.
نقف فيها على عتبة تحولٍّ شديدِ الأهمية في مسيرة ثورتنا المباركة.
لقد آن أوانُ قطف ثمراتِ جهودٍ عظيمةٍ بُذلت في كل الساحات والميادين
فشعبنا السوري ضحى كما لم يضحِّ شعبٌ من قبل، وعملت قوى الثورة والمعارضة بأطيافها ما أمكَنها لخدمة قضيتنا ، وأبطال الجيش الحر يقاتلون على مساحة الوطن من أجل الحرية..
لقد بات النصر قريباً، وصار لزاماً علينا أن نتوج كل هذه الجهود بنهاية ترقى لما يتوقعه الشعب السوري منا.
أبناء وطننا الغالي:
خرجتم في كل المدن والقرى، الحاراتِ والشوارع، خرجتم من كل مكان تنشدونَ الحرية وترنونَ للأمل بغدٍ جديد ووطنٍ حر ، لكن هذا النظام المجرم أغرقنا بدوامةِ العنف المجنون.. وآخرها كان في الأمس القريب في قرية البيضا، بالتوازي مع استخدامٍ ممنهج للأسلحة الكيماوية في عدة مناطق خلال الفترة الأخيرة..
قرابةُ مليون منزل مدمر.. أكثرُ من ثلاثة ملايين مواطن لاجئ و مهجر.. مئاتُ ألوف المعتقلين.. أكثرُ من مئة ألف شهيد..
إن سبيلنا الوحيد لتجاوزِ هذه الآلام وتحقيق أهداف الثورة، يكمنُ في إحداث نقلةٍ نوعية في شكل نضالنا السياسي، من خلال تشكيل الحكومة السورية المؤقتة التي قرّر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أن تكونَ عنوان الإنجاز الذي نسعى اليه …
ومنذ أن تم انتخابي كرئيس للحكومة المؤقتة، بدأت العمل مع فريق من خيرة الخبرات الوطنية في سوريا وحول العالم .. والتقيت وتواصلتُ مع الكثير من أبناء الوطن, فضلاً عن مشاوراتٍ أجريتها مع كافة التيارات السياسية ومكونات الشعب السوري، وذلك من أجل اختيار حكومة قوية فاعلة قادرة على أداء المهمة المفصلية المنوطة بها ….. وقد شارف فريق العمل على إكمال كل التحضيرات اللازمة لإطلاق هذه الحكومة وبدءِ مرحلة العمل بشكل فوري …
أبناء وطننا الغالي:
لقد أصبح الوقت ضيقاً أمامنا , وبات من الضروري أن يقف الجميع أمام المسؤولية الوطنية والتاريخية في حماية المشروع الوطني، واستكمال تشكيلِ الحكومة، والتي يجب أن تبقى بمنأىً عن كل التجاذبات السياسية و النزاعات والمحاصصاتِ من أي نوع.
إن تشرذمَ القوى وتشتتَ الجهود في المناورات السياسية يشكلُ خطراً على ثورتنا النبيلة ….
لذلك أؤكد أنني لن أمارسَ أي رياء.. ولن أقدّمَ أي تنازل يجعلُ الحكومة تحيد عن أداء دورها الوطني المنتظر منها.. وسأكون واضحاً وصادقاً أمام شعبنا السوري صاحبِ الشرعية الأول والأخير.. ولن أقبل بإغراق جهودنا في أيةِ تفاصيلَ تعرقل انطلاقة العمل بثبات وثقة..
أبناء وطننا الغالي:
إن حكومتكم المؤقتة تمثلُ خطوة متقدمة على دربِ استكمال المشروع الوطني السوري
و سيكون معيارُ المشاركة فيها الكفاءةَ و النزاهةَ، وليس الولاء لحزب حاكم أو لرمز مقدس … أو لتابعية سياسية أو مناطقية ضيق…
وستبدأ هذه الحكومة فور إعلانها بالعمل على تنظيم جهود الإغاثة، وإيجاد أفضل السبل لاستثمار الموارد الوطنية، ومنعُ التعدي على المال العام، والحفاظُ على كيان الدولة، وضبطُ الأمن وتحقيق الأمان، وترسيخ معاني الوسطية والاعتدال والقيم المدنية، وضمانُ سيادة واستقلال القرار الوطني، وتأمين بيئة مناسبة لمسيرة العدالة الانتقالية… كل هذا بناءً على خطة إستراتيجية يجري الآن العمل على استكمال تفاصيلها النهائية.
إن ثقةَ الحكومة بالنجاح تأتي من ثقتها بالله وبكم، وبإرادتكم التي لا تنكسر… وهاهم أبناؤنا من أبطال الجيش الحر يحملون أرواحهم على أكفهم، ويسطرونَ ملاحمَ وبطولات سيذكرها التاريخ .. لذا سيكونُ من أولويات الحكومة توحيدُ الجهود العسكرية من خلال وزارة الدفاع…..
وبناءً على الاتفاق بين الائتلاف الوطني وهيئة الأركان، فقد طلبنا رسمياً من قيادتها ترشيحً مجموعة من الأسماء المؤهلة لنختار منها اثنين لشغل حقيبتي الدفاع والداخلية، ونحن بانتظار إرسال هذه الترشيحات ليُصار إلى استكمال التشكيل الوزاري وعرضه على الائتلاف.
كل ذلك بهدف تأمين الدعم اللازمِ لتحقيق أهداف الثورة في إسقاط النظام وإقامة دولة القانون والمؤسسات، القائمةِ على مبدأ فصل السلطات، وتكريس استقلال القضاء.
أبناء وطننا الغالي
أبناءَ سوريا العظيمة…
حرَمنا الطاغية من مقاعد الدراسة.. دمّر مشافينا.. قصف جامعاتنا.. أحرق محاصيلنا.. دنّس مقدساتنا.. وسعى لتمزيق نسيجنا الاجتماعي… لكنه لم يكسر إرادتنا ولم يهزم روحنا، بل إنه أذكى جُذوةَ المقاومة في أعماقنا.
لقد آنَ الآوانُ لنرسخَ تكاتفنا، ونمضي بمسيرة الحرية حتى النهاية.. و أتوجه إليكم هنا بالقول: كونوا عوناً لنا في أداء هذه المهمة، فبدونكم لن يكون لجهودنا أيُ تأثير ومعنى.. امنحونا الفرصةَ الكافية للانطلاق وتسيير العجلة، وصوبوا الأخطاء التي يمكن أن نقع بها.. فنحن في مرحلة بناء شامل، و نتطلّع لتشاركونا مشورتَكم وخبراتكم وجهودكم لتسريع الإنجاز وتذليل الصعوبات..
سوريا أمّنا.. وهي تنادينا جميعاً… فدعونا نلبي النداء…
عشتم أحراراً ….. عاشت سوريا حرة أبية
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية