د. بشارة: إسرائيل ردت على هدايا الأسد باعتدائين

أكد أنها تعمل لمصلحتها فقط لا من أجل الثورة أو النظام

أرجع المفكر الفلسطيني الدكتور عزمي بشارة تكرار الاعتداءات الإسرائيلية ضد سورية إلى تحقيق مصلحة الكيان العبري فقط، وليس خدمة لنظام أو ثورة، معتبراً أن من يهلل للقصف من قبل المعارضة يقع في فخ العدمية الوطنية والانحلال السياسي والأخلاقي، وفي الوقت عينه تقصّد في تعليقه النظام الذي "يوجه أصبع الاتهام للثورة ويمنح إسرائيل هدايا بسحب فرقه من حدودها ويعدها بأنه لن يستخدم الكيماوي ضدها في المستقبل أيضاً".

ورأى بشارة في تعليق له على صفحته الشخصية في (الفيس بوك) أن إسرائيل لا تريد أن تكون في سورية الحالية أو المستقبلية قوة عسكرية استراتيجية من أي نوع، وهي تعتبر الفرصة الحالية سانحة لتطبيق ذلك.
واعتبر أن الاعتداء،وهو الثاني من نوعه، جاء رداً على سحب الجيش السوري فرقتين من مناطق حدودية مع إسرائيل، وتوظّيفها ضد الثورة، وبعد إعلان وزير الإعلام "الزعبي" أن السلاح الكيماوي لن يستخدم حتى ضد إسرائيل، حيث "قام سلاح الجو الصهيوني بقصف تدميري لأهداف سورية مرتين" وذلك ما رأى بشارة فيه هدية من النظام السوري جاءت كتنازل للكيان الصهيوني والغرب بأن ما يخشاه وهو استخدام أسلحة كيماوية ضد إسرائيل لن يحصل، وأن عدوه الحقيقي هو عدو الغرب، وهو "الإرهاب الإسلامي".

و يتحدث مدير المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات عن الدور الإيراني بالضربة الإسرائيلية، ولكن حرصاً من "زمان الوصل" على تجنب أي التباس بالمعنى حول حدث أقل ما يوصف بأنه جلل وبتوصيف من رجل له مواقفه المعروفة من الربيع العربي ننشر ما ورد في صفحة الدكتور بشارة حرفياً:

"1. ثبت للمرة الألف أن إسرائيل تعمل من أجل إسرائيل، وليس من أجل أحد، لا نظام ولا ثورة. (نقول هذا لمن يهلل للقصف بعدمية وطنية وانحلال سياسي وأخلاقي، ولمن يوجه أصبع الاتهام للثورة ويمنح إسرائيل هدايا بسحب فرقه من حدودها ويعدها بأنه لن يستخدم الكيماوي ضدها في المستقبل أيضاً).

2. إسرائيل تعمل لمنع وصول أسلحة لحزب الله، أو لتنظيمات جهادية عاملة في سورية. ولكن القصف الأخير على قاسيون يشير إلى أنها تعتبر الفوضى الحالية في المشرق العربي عموماً مناسبةً للتخلص من أي قوة استراتيجية في سورية، بغض النظر عمن سوف يحكم هذا البلد مستقبلاً.

3. نفّذت إسرائيل عمليات قصف في سورية قبل الثورة، ولم ترد سورية على القصف، لا جديد من حيث المبدأ، ولكنها توسع حالياً، قائمة الأهداف ضد كل ما تعتبره يشكل خطراً عليها حالياً أو مستقبلاً، بغض النظر عن طبيعة النظام. وهذا خطير.

4.إسرائيل لا تريد أن تكون في سورية الحالية أو المستقبلية قوة عسكرية استراتيجية من أي نوع. وهي تعتبر الفرصة الحالية سانحة لتطبيق ذلك.

5. بعد أن سحب الجيش السوري فرقتين من مناطق حدودية مع إسرائيل، ووظّفها ضد الثورة، وبعد أن أعلن وزير الإعلام أن السلاح الكيماوي لن يستخدم حتى ضد إسرائيل، قام سلاح الجو الصهيوني بقصف تدميري لأهداف سورية مرتين. أهدى النظام السوري تنازلاً للكيان الصهيوني والغرب بأن ما يخشاه وهو استخدام أسلحة كيماوية ضد إسرائيل لن يحصل، وأن عدوه الحقيقي هو عدو الغرب، وهو "الإرهاب الإسلامي".

6. قامت إسرائيل بهذا العدوان بعد أن أعلنت إيران رسمياً عن وجودها في سورية، وأن هذا الوجود لمنع سقوط دمشق بأيدي إسرائيل وواشنطن، ولا يبدو أن هنالك رداً إيرانياً على إسرائيل التي تعتدي مباشرة على الحلقة المهددة من قبل إسرائيل والـتي يفترض أن يحميها التحالف المعلن.

ولكننا نشهد ردوداً متواصلة ومثابرة عنيفة ضد الشعب السوري والعراقي... هذا هو كما يبدو الصراع الحقيقي بالنسبة لإيران في المرحلة الراهنة.

7. في سورية دولة فاشية أمنية تحكمها عصابات مافيوزية لا ترتدع عن ارتكاب أفظع المجازر، وفي المقابل ثمة مظاهر نشوء أمراء حرب في الثورة إلى جانب اختراقات إقليمية ودولية لا يجابهها أي حاجز سيادي ثوري، ويرافقها غياب المسؤولية المركزية لدى الواجهة السياسية للثورة. وهذه ظواهر سوف تمنع إعادة إنتاج كيان سياسي سوري منظم، فضلاً عن جيش ودولة. هذا وضع خطير يحتاج إلى تفكير معمّ ق وفعل حازم.

8. إذا لم يتم تدارك الأوضاع السياسية بحلول سياسية حقيقة تضمن انتقال السلطة في سورية بشكل منظم يحافظ على الدولة، يدخل المشرق العربي في وضع جديد، سوف يكون التناقض الرئيس فيه هو التناقض الطائفي. وتعلن إسرائيل بوقاحة أنها عازمة على الاستفادة من هذا الوضع عبر الاستفراد بالمنطقة كقوة عسكرية وحيدة في المشرق العربي تضرب من تشاء متى تشاء، وعبر تكريس الاستيطان بشكل لا يمكن بعده التعرف على القدس والمناطق المحتلة عام 1967. وتظهر التنازلات الفلسطينية الرسمية المعبر عنها عربياً، والتي تقابلها إسرائيل ببرود، مجرد تفاصيل باهتة في هذه الصورة."

زمان الوصل
(98)    هل أعجبتك المقالة (90)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي